شهدت الضفة الغربية تصاعدًا جديدًا في التوترات، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، بمقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين بجروح جراء إطلاق نار استهدف حافلة شمال الضفة. الهجوم، الذي وقع بين مستوطنتي بوندوك وكيدوميم بالقرب من قلقيلية، يُعد من أكثر الحوادث دموية في الفترة الأخيرة.
تفاصيل الهجوم
ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن المهاجمين استهدفوا الحافلة والسيارات الخاصة في المنطقة قبل أن يفروا باتجاه نابلس. وأشارت تقارير إلى أن العملية أسفرت عن مقتل امرأتين ورجل، جميعهم في الستينات من العمر، بالإضافة إلى إصابة سبعة أشخاص آخرين، بينهم شخص في حالة خطيرة.
وعلى الفور، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية واسعة للبحث عن منفذي الهجوم. وقالت مصادر أمنية إن الجيش أغلق مداخل قلقيلية وبلدات محيطة، إضافة إلى الشارع العام الذي يربط نابلس وقلقيلية. كما دفعت القوات بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة الفندق وبدأت بجمع تسجيلات كاميرات المراقبة من مواقع قريبة.
ردود الفعل الإسرائيلية
توالت التصريحات الإسرائيلية الغاضبة عقب الهجوم. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهَّد بالوصول إلى المنفذين ومحاسبتهم وكل من ساعدهم، مؤكداً على اتخاذ إجراءات صارمة. من جانبه، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن الإرهاب في الضفة وغزة وإيران مرتبط ويجب القضاء عليه، داعياً لعقد جلسة حكومية عاجلة.
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اعتبر أن محاولة إنهاء الحرب في غزة ستشعل حربًا في الضفة الغربية، في حين دعا وزير الطاقة إيلي كوهين إلى التعامل مع مدن مثل جنين ونابلس بنفس القوة التي تم بها التعامل مع الشجاعية وبيت حانون في غزة.
وزير الدفاع يسرائيل كاتس توعَّد بأن من يتبع طريق حماس ويرعى الهجمات ضد الإسرائيليين سيدفع “ثمنًا باهظًا”، مُصدرًا تعليماته للجيش بالتحرك بقوة في ملاحقة منفذي الهجوم.
أفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال احتجزت عددًا من العمال في مصنع بقرية إماتين، وهاجم مستوطنون مركبات فلسطينية في قرى قريبة، أبرزها بورين جنوب نابلس، بعد الهجوم. كما شهدت منطقة قلقيلية انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال التي واصلت عمليات التمشيط والتفتيش.
على الجانب الفلسطيني، أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالعملية، ووصفتها بأنها رد طبيعي على استمرار “إرهاب الاحتلال”. ودعت الحركة إلى تصعيد المقاومة وتنفيذ مزيد من العمليات المؤلمة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصفت الهجوم بالبطولي، مشيرة إلى أنه يُظهر قدرة المقاومة على اختراق الإجراءات الأمنية الإسرائيلية.
