Times of Egypt

«ليصبح صالحاً للحياة»! 

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

 
د. أسامة الغزالي حرب 

تأملوا هذه العبارة… «ليصبح صالحاً للحياة»! إنها لا تتحدث مثلاً عن جهود علمية.. لتوفير ظروف تجعل الحياة فوق القمر – أو المريخ – ممكنة، ولا حتى لتيسير الحياة في بعض مناطق القطب الشمالي الفائقة البرودة، ولكنها تتحدث عن منطقة.. في قلب الشرق الأوسط، كانت عامرة بالحياة والطقس الطيب، ولكنها أضحت – بفعل عدوان إسرائيلي وحشي فاجر- غير صالحة للحياة!  

إنها تتحدث عن غزة؛ إحدى المناطق الأكثر كثافة سكانية في العالم، التي كانت – برغم ظروف الاحتلال والحصار – تنبض بالحياة والنشاط الاقتصادي!  

إنها العبارة التي تتصدرت الصحف هذه الأيام.. في تناولها أخبار المؤتمر الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية لغزة، الذي استضافته القاهرة قبل أيام برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تحت عنوان «عام على الكارثة الإنسانية في غزة: احتياجات عاجلة وحلول مستدامة»؛ فعقاباً لغزة وأهلها، وتوهماً وطمعاً.. في إخلائها واستيطانها – إلى جانب قتل ما يقرب من 45 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن مائة وخمسة آلاف – دمر الإسرائيليون أكثر من 70% من المساكن في غزة، فضلاً عن معظم مباني الخدمات الأخرى.. من مدارس ومستشفيات ومرافق حيوية… إلخ.  

وهنا أستذكر ما سبق أن قاله السيد راجاجوبال – مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في السكن اللائق – من أن «حجم وشدة الدمار في غزة.. أسوأ بكثير مما حدث في حلب وماريوبول أو حتى درسدن وروتردام في الحرب العالمية الثانية»!  

في ضوء ذلك، فإن استضافة مصر.. مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة، هو أمر يحتمه وفاء مصر بمسؤوليتها العربية الإقليمية، فضلاً عما يحمله من رسالة لا لبس فيها، لخَّصها وزير خارجيتنا د. بدر عبدالعاطي، بأن أوهام وغطرسة القوة، لا يمكن أن تحقق الاستقرار في المنطقة، وأن المؤتمر ركز على متطلبات التعافي المبكر لقطاع غزة، «ليصبح صالحاً للحياة». 

نقلاً عن «الأهرام« 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *