Times of Egypt

لغتنا الحزينة! 

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب 

صادف يوم 18 ديسمبر الجاري.. الاحتفال السنوي، الذي قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 1973.. يوماً للغة العربية. غير أنني – في تلك المناسبة – لم أجد كلمة أعبر بها عن مشاعري إزاء الوضع الحالي للغة العربية.. في الاحتفال بيومها هذا العام، إلا أنها «لغتنا الحزينة»… بل والحزينة جداً! لقد اعتاد جيلنا على سماع برنامج بديع، كان يقدمه الأديب والإذاعي الكبير الراحل فاروق شوشة، في إذاعة البرنامج العام.. باسم «لغتنا الجميلة»، وكان يُصَدِّره ببيت الشعر الشهير لشاعر النيل حافظ إبراهيم من قصيدة له عن اللغة العربية:  

أنا البحر في أحشائه الدر كامن… فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟! 

لقد حقَ لنا – نحن المتحدثين بالعربية – أن نسعد في عام 1973 – عام الانتصار المجيد.. للمصريين والعرب في أكتوبر من ذلك العام على إسرائيل، ونفخر باعتراف العالم بلغة المنتصرين، وإدخال العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة.. بناء على اقتراح من المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، في الدورة رقم 190 لليونسكو.. في 18 ديسمبر من ذلك العام (1973). 

بعد ذلك بخمسة وثلاثين عاماً، في عام 2008 طالبت سوريا – على لسان مندوبها في اليونسكو جورج جبور، وبمجهود كبير منه (وكنت قد سعدت بمعرفته شخصياً في الجمعية العربية للعلوم السياسية) -باعتماد ذلك اليوم (18 ديسمبر) يوماً عالمياً للغة العربية٫ وهو الأمر الذي تم فعلياً في 2013. 

غير أنني أعتقد أن لغتنا العربية الآن حزينة.. حزينة؛ ليس فقط لما يجري في سوريا.. مهد الحفاظ على اللغة العربية والاحتفاء بها، وإنما أيضاً لما يتم من إهمال وانتهاك للغة العربية.. على نحو ينطوي في تقديري على نتائج سلبية خطيرة، تستحق المتابعة والتنبيه والتحذير، وهذا ما سوف أسعى إليه إن شاء الله. 

نقلاً عن «الأهرام» 

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.