Times of Egypt

كيف نتعامل مع ترامب؟!

Mohamed Bosila
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام..
أصبح ترامب «كابوساً» لكل الدول تقريباً. ورغم أن العالم تعامل معه خلال رئاسته الأولى، إلا أن ما يقوم به حالياً.. ليس أقل من «زلزال» في العلاقات الدولية؛ حتى حلفاء أمريكا الغربيين، يشعرون أن الأسس التي قامت عليها العلاقة مع واشنطن.. يمكن أن تنهار في أية لحظة، وأن عليهم الاستعداد للأسوأ.
أكثر الذين أصيبوا بالذهول من التوجهات الأمريكية الجديدة.. السياسيون البريطانيون. هناك استنتاج، مفاده أنه في أية قضية تتعلق بالسياسة الخارجية، لا يوجد اتفاق بين البلدين.. سواء بالنسبة للشرق الأوسط، أو إيران، أو تغير المناخ، أو أوروبا، وأوكرانيا تحديداً.
ما العمل إذن؟ قبل أيام دعا مجلس اللوردات مجموعة من السفراء البريطانيين السابقين.. الذين عملوا في واشنطن، لكي يرسموا خريطة طريق لصانع القرار البريطاني.. بشأن كيفية التعامل مع ترامب. السفير ديفيد مانينج قال: «علينا توقع أي شيء.. من إنهاء التعاون في المجال النووي، إلى حرماننا من المعلومات الاستخباراتية؛ التي كانت حجر الأساس.. في علاقات البلدين». وبرأيه أن ما يحدث حالياً ليس مسألة عابرة، فالقضية ليست سياسات.. بل نظرة مختلفة تماماً لدور وموقع أمريكا في العالم.
السفير نايجل شينوالد قال: «ترامب يؤمن برؤية الرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي (1843-1901)؛ وهي أن على أمريكا الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أراضي الآخرين. بريطانيا قوة متوسطة.. تؤمن باستخدام المؤسسات الدولية لتحقيق مصالحها، وتعتبر خيار الاستيلاء غير أخلاقي».
السفير الأسبق بيتر ويستماكوت يعتقد أن «من غير الواضح.. ما إذا كان هناك استراتيجية أمريكية لإبعاد روسيا عن الصين، أو أن ترامب يسعى لتقسيم العالم بين 3 وحوش كبرى (أمريكا وروسيا والصين) في الغابة، مع إبلاغ الآخرين بالرحيل».
خلص السفراء إلى «الحاجة لتغيير جذري في رؤية بريطانيا للعلاقة مع أمريكا، والبحث عن شركاء وتحالفات جديدة».
نحن في مصر.. بحاجة إلى مثل هذا النقاش العميق، الذي يعيد دراسة الأسس التي قامت عليها العلاقات المصرية-الأمريكية على الطاولة، وكيفية التعامل مع رئيس أمريكي.. يفتخر بأنه يهدم الثوابت، ويتخذ القرارات التي لا تُراعي إلا مصلحة بلاده.
هناك تساؤلات «كبرى»..من الضروري طرحها، واستكشاف إجابات لها. هل التحالف الاستراتيجي بين البلدين، سيصمد في وجه تقلبات السياسة الأمريكية الجديدة؟ وهل مبدأ الالتزام المشترك بالسلام – بما يعنيه من تسوية سلمية للصراع العربي-الإسرائيلي، وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي – ما زال سياسة أمريكية؟ ثم ماذا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين – التي كان من بين عناصرها المساعدات الاقتصادية لمصر، ودعم جهود تحديث البنية التحتية، وعلاج خلل عجز الميزانية والمديونية – في ظل التوجه الأمريكي بوقف المساعدات الخارجية، وإلغاء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية؟
قبل 7أسابيع، لم تكن تلك التساؤلات والهواجس مطروحة، لكن الإجابة عليها أصبحت ملحة.
أمريكا تتغير.. بل تغيرت، وكذلك قيادتها، وهناك حاجة للتعامل مع السيناريوهات المختلفة.. لمستقبل العلاقة بين البلدين، والتحالفات البديلة؛ مع الأخذ في الاعتبار.. أن هذه ليست مشكلة مصر وحدها، وأن ترامب لم يكشف.. عن كل تحولاته بعد.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *