Times of Egypt

كذبَ «نوستراداموس» و… لو صدق!

Mohamed Bosila
مودي حكيم  

مودي حكيم..


سنة لملمت آخر أيامها وغابت، وأخرى لا نعرفُ أيامها، بدأت تطل علينا. وبين أفولُ سنة، وإطلالة سنة، يتجدد «الرجاء» بالمستقبل؛ فعلى الرغم من تشابه الأيام – في حزنها وفرحها – في قساوتها ولينها، فإنَّ الناس تعيش على «رجاء» المستقبل.. هذا المجهول الغامض. وليس مثل ضراب الودع، والعرافين، والذين يدّعون معرفة بعلم الكواكب، واستنطاق النجوم، ليس مثل هؤلاء.. من يعرفون الضرب على وتر المجهول الحساس في النفس البشرية؛ فهم يستمدون سلطتهم من هذا المجهول.. الذي يخيف، ويحير الإنسان، ويفرضون عن طريق تحكمهم بالرموز، والإشارات، والكلام الملغز، لاحتواء هذا «المجهول» وتعزيز «الأنا المقيت» – كما يسميها بليز باسكال – بتمكنها من السيطرة.. على ما هو خارج معرفتها.
في اللحظة الأخيرة من السنة، واللحظة الأولى المطلة علينا، لا نعرف ماذا سيحصل؟ ويطل من الذاكرة وجه ميشيل دو نوستراداموس – الطبيب، المنجم، اليهودي، والشاعر المعاصر لفرانسوا رابليه، (مؤسس أسلوب الكتابة الأوروبي الحديث في روايته «حياة جارعانتوا وبانتاغرويل») – نضرب له موعداً في نهاية كل سنة، ونعود نقرأ في كتابه Les Prophéties «التنبؤات»، وهو رباعيات شعرية، ما زالت – منذ القرن السادس، وعلى مدى قرون – تتنبأ بالتفاصيل، صح بعضها.. تارة مع الثورة الفرنسية، وطوراً، مع أدولف هتلر، وبنيتو موسوليني، والمارشال فيليب بيتان ونظام فيشي.. الذي أطلق على الجمهورية الفرنسية الثالثة، وانهيار السلطنة العثمانية، وما دار وجرى لهتلر على أبواب موسكو، وما آلت إليه الولايات المتحدة. وراح بعض المشتغلين على كتاب نوستراداموس الثاني «ديوان العصور».. يفسرون، أنه تنبأ بذوبان الستار الحديدي في أوروبا فكتب في: قبل النزاع سيسقط الجدار الكبير حتى الموت، موت كبير مفاجئ وعذاب، الجدار الذي وِلد نصف كامل. معظمهم سيسبح عند النهر والأرض مصبوغة بالدم.
ويجد آخرون تنبوءات عن المنطقة العربية:
«شريعة جديدة، وأرض جديدة محتلة قرب سوريا، والأردن، وفلسطين، الإمبراطورية البربرية الكبيرة ستصرخ قبل أن تحدد عصرها». وأيضاً: «كنيس اليهود العاقر، والعديم الثمر سيقبل بين الكافرين، من بابل ابنة المضطهد وحزينة ستقطع له جناحي». وأيضاً: «سيدخل، شريراً، مؤذياً، يفرض الإرهاب على ما بين النهرين، كلهم أصدقاء أولاد ابنة الحرام، أرض فظيعة، وهو أسود الوجه». وتحار.. هل هو مشعوذ، أم متنبئ، يستكشف، يستبصر، ويستشرف… كتب قبل مئات السنين، رباعيات ملغزة، من خيوط خياله غزل الغيب، ونسجه، وجعله فكرة، تخضع للتأويل، والتفسير. ضرب نوستراداموس قلمه في «المجهول» كأن ذلك المجهول الغامض، البعيد، مرسوم، مثل الوشم، على راحة يده.
يستنطق المنجمون العارفون بألغاز تنبؤات نوستراداموس، ما عنده لسنة 2025، وما فهموه أنه توقع سنة مليئة بالكوارث، والمتغيرات الكبيرة في السياسة العالمية.
سيضرب كويكب ضخم الأرض، أو، يقترب منها بشكل خطير.. مما يعرض البشرية إلى خطر محدق ومميت. الطبيعة ستغضب من الأرض والناس، ستتسبب بتسونامي. وستهتز الأرض بالزلازل في جميع أنحاء العالم، وعدم الاستقرار «الجيولوجي»، إضافة إلى النشاط الشمسي، والتبدل المناخي إلى هذه الكوارث. في إحدى رباعياته، يشير نوستراداموس، إلى «جلد العملة» بدلاً من الذهب أو الفضة، وألمح في ما كتب، إلى عدم الاستقرار المالي وكارثة اقتصادية محتملة، أو تغيير في قيمة العملة، فتظهر «عملة عالمية جديدة»، وسيتم استخدامها لدعم التجارة والأعمال العالمية.
وفقًا لما فهمه المشتغلون على تنبؤات نوستراداموس، أن العالم سيشهد تقدماً كبيراً في «التكنولوجيا الطبية»، فتتطور من خلالها الجراحة، ويتم إيجاد علاجات لأمراض مستعصية ومميتة. وللفضاء حصة من هذه التوقعات والتنبؤات، فسيتم اكتشاف كواكب، وأجرام جديدة. سيحدث هجوم إلكتروني كبير على البنية التحتية العالمية. من آثارها ضربة عميقة تؤثر على التجارة الدولية والاتصالات والأمن.
ما لا تجده عند المشتغلين على تنبؤات نوستراداموس، تجده عند المنجمين الآخرين، اعتبروا أن هناك الكثير من التغييرات التي تتبعها انحدارات. هناك أربعة خسوفات للقمر سنة 2025. في منتصف مارس، سيجعلنا خسوف القمر مع بعض الأبراج نفكر – ونقيم – ما قد يحمله المستقبل. وفي آخره، ستخرج الرغبات إلى العلن. وفي 7 سبتمبر نشعر بالرومانسية، وفي 21 سبتمبر سنستخدم مهاراتنا التحليلية لفهم الأشياء.
سيكون هناك أيضاً الكثير من التراجعات! يبدأ العام بتراجع المريخ، وينتهي في نهاية فبراير «شباط»، فتصل مستويات طاقتنا إلى أدنى مستوياتها؛ مما يتسبب في حدوث انفعالات عاطفية، ونوبات غضب، وإرهاق. ويتحدث بعض المشتغلين – الدارسين للفلك، وأبراجه – عن كوكب الزهرة، والمشي على سطح القمر في برجي «الحمل» و«الحوت»، حيث تتراوح المشاعر الرومانسية من عالية إلى منخفضة. فينصحك هؤلاء بالتعاطف مع نفسك ومع الآخرين. تراجع عطارد، ثلاث مرات، سيزيد من الحاجة إلى الآخرين، وفي فترة أخرى سيتحدث بعضنا عن الماضي، وفي المرة الثالثة.. سيجعلنا أقل تواصلاً وأكثر عاطفية. وتحرك آخر لكوكب المشتري، يُدخل الحظ والتوسع.. والله أعلى وأعلم.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.