Times of Egypt

كان عام غزة!

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب

مثلما اعتدنا في نهاية كل عام… نتريث لحظة قبل أن نغادره، وننظر خلفنا سائلين: ماذا يا تُرى كانت حصيلة هذا العام الذي يوشك على الرحيل؟ 

كانت إجابتي – بلا تردد – أنه كان عام غزة! 

غير أنني اهتممت – ‬ وأنا أستعد لكتابة هذه الكلمات – بأن أطالع ما كُتب في عدد من الدوريات السياسية الهامة في العالم.. عن ذلك العام المنصرم، فوجدت – بالفعل – إجماعاً تقريباً.. على أن ما سُمي تزايد أو تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، يُدرج ضمن أهم عشرة أحداث وقعت في ذلك الصراع، الذي تركزت بؤرته الدموية في غزة‬‬.

إن هناك – في تقديري – أكثر من جانب لتلك الحقيقة، أولها: أن القتل والتدمير اللذين وقعا في غزة، لا يقلان عما تم فى أسوأ الحروب.. في التاريخ المعاصر. فوفقاً لبيانات مكتب الشؤون الإنسانية – التابع للأمم المتحدة – الذي أذاعته محطة سي إن إن، اقترب عدد القتلى من 45 ألفاً (بينهم ما يزيد على 14 ألف طفل وأكثر من 7000 امرأة)، وبلغ عدد الجرحى 103 آلاف تقريباً، علاوة على ما يقرب من عشرة آلاف مفقود، أو تحت الأنقاض. 

أما النازحون – أو من شُردوا من منازلهم – فيقدرون اليوم بنحو 1.9 مليون شخص، يعيشون في أوضاع شديدة البؤس، في خيامهم البالية التي نصبوها في العراء، تحت وطأة برد قارس.. يفتك كل يوم بأطفالهم الصغار والرضع، كما نشاهدهم الآن على شاشات التليفزيون! 

أما الجانب المشرق في تلك الصورة، فكان هو التعاطف الإنساني الرائع.. الذي كسبته القضية الفلسطينية عالمياً؛ خاصة من جانب شباب الجامعات الكبرى.. في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وكذلك الموقف النبيل والمشرف.. لدولة جنوب أفريقيا، في الدعوى ضد إسرائيل (التي استمعت إليها المحكمة الجنائية الدولية فى يناير 2024).. متهمة إياها باقتراف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. 

ذلك موقف رائع وراق، تضاءلت أمامه مواقف أخرى كثيرة.. لا تخفى على المراقب اللبيب!‬

نقلاً عن «الأهرام«

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.