Times of Egypt

قوات الدعم السريع بعد خسارتها الخرطوم: لا تراجع ولا استسلام

Mohamed Bosila

تعهدت قوات الدعم السريع الخميس عدم “الاستسلام”، غداة استعادة الجيش السوداني سيطرته على وسط العاصمة الخرطوم تقريبا، مشيرة إلى أنها أعادت تموضع قواتها.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان هو الأول عقب إعلان الجيش “تحرير” العاصمة أنها ستمضي في “الدفاع عن تراب الوطن (…) فلا تراجع ولا استسلام”، مؤكدة أنها ستعمل “على حسم المعركة لمصلحة شعبنا وسوف نجرع العدو الهزائم”.

ومن القصر الرئاسي الأربعاء، أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الذي يحارب نائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو منذ نيسان/أبريل 2023، أن “الخرطوم حرة وانتهى الأمر”.

واضافت الدعم السريع “قواتنا لم تخسر أي معركة لكنها أعادت تموضعها وانفتاحها على جبهات القتال بما يضمن تحقيق أهدافها العسكرية التي تقود في نهاية المطاف إلى حسم هذه المعركة لمصلحة الشعب السوداني”.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد بشكل مستقل من المواقع التي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع في العاصمة.

وأدت الحرب المستعرة منذ عامين إلى مقتل عشرات الآلاف من السودانيين وتشريد أكثر من 12 مليونا والتسبب بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم، وفق الأمم المتحدة.

كما أدت إلى تقسيم ثالث أكبر دولة في إفريقيا، حيث يسيطر الجيش على المناطق الشمالية والشرقية بينما تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من الجنوب وكامل إقليم دارفور الشاسع المتاخم لتشاد غربا.

وقام الجيش السوداني الأربعاء بتطهير مطار الخرطوم من مقاتلي الدعم السريع، وفق مصدر عسكري، وحاصر ايضا آخر معاقلهم الرئيسية في منطقة الخرطوم، جنوب وسط المدينة.

وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن “بقايا ميليشيا الدعم السريع تفرّ الآن عبر جسر جبل أولياء”، طريقها الوحيد للانسحاب من منطقة الخرطوم.

ويمكن لانسحاب ناجح أن يؤدي إلى ربط قوات الدعم السريع في جبل أولياء بمواقعها غرب المدينة ومن ثم بمعاقلها في دارفور على بعد مئات الكيلومترات.

والأربعاء، بعد ساعات من وصول البرهان إلى القصر الرئاسي لأول مرة منذ عامين، أعلنت قوات الدعم السريع عن “تحالف عسكري” مع جماعة متمردة أخرى تسيطر على جزء كبير من ولاية جنوب كردفان وأجزاء من ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإثيوبيا.

وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بزعامة عبد العزيز الحلو قد اشتبكت مع الطرفين المتحاربين، قبل أن توقع اتفاقا سياسيا مع قوات الدعم السريع الشهر الماضي لإنشاء حكومة موازية.

  • أخطاء استراتيجية –
    وبعد عام ونصف عام من الهزائم أمام قوات الدعم السريع، بدأ الجيش السوداني عملية عسكرية من وسط السودان نحو الخرطوم حقّق فيها تقدّما كبيرا على الأرض.

وعزا محللون نكسات قوات الدعم السريع إلى اخطاء استراتيجية وانقسامات داخلية وتضاؤل الإمدادات.

ومنذ أن استعاد الجيش القصر الرئاسي الجمعة، أفاد شهود ونشطاء عن انسحاب مقاتلي قوات الدعم السريع من جميع أنحاء العاصمة.

واكتظت شوارع مدينة بورتسودان مساء الأربعاء بعشرات السودانيين الذين خرجوا للاحتفال بإعلان الجيش سيطرته على العاصمة، وهم يمنون النفس بالعودة إلى الخرطوم.

ونزح من العاصمة خلال الحرب أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سوداني، لجأ عدد كبير منهم الى بورتسودان التي أصبحت كذلك مقرا موقتا للحكومة.

وقال معتز عصام، أحد المحتفلين، لوكالة فرانس برس “بإذن الله سنعود… ونحتفل بالعيد في بيوتنا”، مؤكدا سعادته “بانتصارات الجيش”.

وقال البرهان، الزعيم الفعلي للسودان منذ إطاحة الحكومة المدنية في انقلاب عام 2021، الأربعاء إن الجيش يتطلع إلى تشكيل حكومة انتقالية برئاسة رئيس وزراء تكنوقراط غير منتم لأي جهة أو حزب.

ولفت البرهان بحسب بيان لمكتبه، خلال لقاء مع المبعوث الألماني الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، هايكو نيتشكه، إلى أن “القوات المسلحة تعمل على تهيئة الظروف المواتية لتولي حكومة مدنية منتخبة مقاليد السلطة في البلاد”.

وانبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد التي أطلقها عمر البشير قبل أكثر من عقدين في دارفور.

ومثل الجيش، سعت قوات الدعم السريع إلى تنصيب نفسها حامية لصعود الديموقراطية السودانية التي أطاحت بالبشير عام 2019.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على البرهان ونائبه السابق دقلو (حميدتي)، بسبب انتهاكات ترتكبها قواتهما في الحرب، مُتهمة دقلو تحديدا بارتكاب مذابح في دارفور.

وشكل البرهان ودقلو خلال فترة الانتقال السياسي الهشة التي أعقبت إطاحة البشير، تحالفا شهد صعودهما إلى الواجهة، قبل أن يدخلا في نزاع دام على السلطة على خلفية دمج محتمل لقوات الدعم السريع في الجيش النظامي تحول لاحقا إلى حرب شاملة.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *