شهدت بلدة سويسة التابعة لمحافظة القنيطرة في جنوب سوريا، اليوم الأربعاء، تصاعدًا في التوترات إثر قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على مظاهرة شعبية احتجاجًا على وجودهم في المنطقة. أسفر الحادث عن إصابة 5 مدنيين، من بينهم شخص في حالة خطرة، بعد أن ردت القوات الإسرائيلية على المتظاهرين.
بحسب قناة “تلفزيون سوريا”، انسحبت القوات الإسرائيلية من بلدة سويسة بعد ساعات من توغلها في البلدة، حيث طالب السكان بخروجها. ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة الجنوبية من سوريا حالة من القلق المستمر بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الجيش الإسرائيلي توغل صباح اليوم داخل بلدة سويسة، التي تبعد 3 كيلومترات عن خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، وسط تنامي المخاوف من تصاعد التوترات في المنطقة العازلة التي كانت تشهد استقرارًا نسبيًا في السنوات الماضية. ومنذ سقوط حكومة الأسد، نفذت القوات الإسرائيلية العديد من العمليات العسكرية على طول الحدود مع سوريا.
وفيما تتوالى العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا، أفاد مراسل “العربية/الحدث” بوقوع إصابتين في ريف القنيطرة، جراء إطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية المتوغلة في المنطقة، التي تتعرض بشكل متزايد للاحتكاك مع سكان المناطق المحلية الذين يعبرون عن رفضهم للاحتلال الإسرائيلي.
في نفس السياق، رصدت كاميرا “العربية/الحدث” عمليات توغل جديدة للقوات الإسرائيلية في منطقة سد المنطرة بالقنيطرة، حيث تم تحويل المنطقة إلى نقطة عسكرية. كما أشار المراسل إلى أن القوات الإسرائيلية قد توغلت في الأراضي السورية لمسافة تصل إلى 7 كيلومترات، محكمة سيطرتها على تلك المناطق عبر وضع حواجز تمنع الدخول والخروج.
وفي خطوة تصعيدية جديدة، وجهت القوات الإسرائيلية إنذارًا لأهالي “جباثا الخشب” في ريف القنيطرة، مطالبين إياهم بتسليم أسلحتهم في غضون 48 ساعة. هذا الإنذار جاء بعد تهديد مماثل وجهته القوات الإسرائيلية لسكان مدينة البعث في القنيطرة يوم الأحد الماضي، حيث منحتهم مهلة ساعتين لتسليم الأسلحة، مهددة باقتحام المدينة في حال عدم الاستجابة.
العمليات الإسرائيلية في المنطقة العازلة التي تجاوزت الحدود المتفق عليها في اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، تعكس تصعيدًا عسكريًا مستمرًا في المنطقة الجنوبية من سوريا، ما يثير القلق حول مصير الاستقرار في هذه المناطق التي تعاني من أوضاع أمنية متقلبة بعد انهيار النظام السوري.