Times of Egypt

عيد فطر دامٍ في غزة.. مأساة متواصلة وآمال معلقة على وقف إطلاق النار

Mohamed Bosila

استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة عيد الفطر وسط مشاهد مأساوية لم يشهدها القطاع من قبل، حيث تواصلت الغارات الإسرائيلية مخلفة شلالًا من الدماء والدمار، في ظل أوضاع إنسانية كارثية مع استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات.

وعلى وقع القصف، أدى السكان صلاة العيد بين أنقاض المساجد التي دمرتها الحرب، وسط غياب آلاف الضحايا الذين قضوا تحت القصف أو لا تزال جثثهم عالقة تحت الركام، مع صعوبة انتشالها بسبب تواصل العمليات العسكرية. وفي ظل شح الموارد وندرة الوقود، حاولت الأمهات منح أطفالهن فرحة العيد ولو بوسائل بسيطة، عبر تحضير بعض المخبوزات في أفران تقليدية تعمل بالحطب، بينما بدت الأسواق شبه خالية، حيث غابت البضائع، وعجز النازحون الذين فقدوا مصادر رزقهم عن شراء ما تبقى منها.

ميدانيًا، واصلت إسرائيل تصعيدها العسكري، حيث قُتل 14 فلسطينيًا على الأقل في قصف استهدف مناطق متفرقة من القطاع خلال ليلة العيد، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في مدينة رفح، جنوب القطاع، بالقرب من الحدود المصرية، ما ينذر بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة. وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، الجمعة، أن 921 فلسطينيًا قتلوا منذ استئناف إسرائيل هجماتها قبل أقل من أسبوعين، ليضافوا إلى أكثر من 50 ألف قتيل منذ اندلاع الحرب.

في المقابل، تتواصل المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب أو التوصل إلى تهدئة مؤقتة، حيث أعلنت حركة حماس، السبت، موافقتها على مقترح جديد لوقف إطلاق النار طرحته كل من مصر وقطر، لكن إسرائيل ردّت بأنها قدمت “اقتراحًا مضادًا” بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن الخلاف بين الجانبين يتمحور حول نقطتين أساسيتين: الأولى تتعلق بمطلب إسرائيل بأن يكون أي اتفاق يقتصر على وقف مؤقت للقتال مقابل إطلاق سراح الرهائن، في حين تسعى حماس إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب بشكل كامل. أما الخلاف الثاني، فيدور حول عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم، حيث عرضت حماس إطلاق سراح خمسة محتجزين، من بينهم الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، بينما تطالب إسرائيل بالإفراج عن عشرة رهائن على الأقل مقابل وقف الحرب لمدة 50 يومًا.

ومع بقاء 59 رهينة إسرائيلية في القطاع، يُعتقد أن 24 منهم فقط على قيد الحياة، تصاعدت الدعوات في إسرائيل للإفراج عنهم جميعًا في صفقة واحدة، حيث طالب “منتدى الرهائن” بإنهاء القتال في غزة مقابل إطلاق سراح المختطفين، في وقت تتواصل فيه المفاوضات في محاولة للوصول إلى تسوية قد تنهي الحرب أو تجمدها مؤقتًا.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *