بينما تتصاعد التوترات في قطاع غزة، أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، اليوم الأحد، أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد. غير أن هوية هؤلاء الأسرى أثارت خلافات كبيرة، وسط استبعاد الإفراج عن القيادي البارز مروان البرغوثي، رغم الحديث عن تقدم في محادثات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين.
خلافات تعيق التقدم
كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن النقاط الخلافية تركزت حول عدد السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين تطالب إسرائيل باستثنائهم من الصفقة. وأوضحت الهيئة أن إسرائيل تطالب بحق النقض (الفيتو) على إطلاق سراح 65 سجينًا أمنيًا فلسطينيًا، وهو ما تعتبره حركة “حماس” عقبة رئيسية أمام إتمام المفاوضات.
وفي سياق متصل، صرح مصدر سياسي إسرائيلي أن الإفراج عن مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح، مستبعد تمامًا، حتى في حال التوصل إلى اتفاق شامل.
صفقة جزئية بدلًا من اتفاق شامل
وفقًا لتقارير صحفية إسرائيلية، تدرس الحكومة الإسرائيلية خيار إبرام صفقة جزئية تشمل إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل معلومات أو ضمانات، بدلًا من صفقة شاملة تشمل تبادل جميع الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين.
ورغم طول أمد المفاوضات، تشير التقارير إلى تزايد المؤشرات على إمكانية التوصل إلى حل. ومع ذلك، حذرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” من أن الاتفاق قد لا يكون وشيكًا، مشيرة إلى أن احتمالات إتمام الصفقة قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن تبدو منخفضة.
في سياق متصل، نشرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو نادرًا يظهر فيه عدد من قيادات الحركة الراحلين، من بينهم يحيى السنوار وإسماعيل هنية وصالح العاروري. الفيديو، الذي لم يُعرف تاريخ تصويره، أظهر القيادات وهم يتجولون داخل ما يبدو أنه مصنع لإنتاج الأسلحة، وسط مقتطفات من كلماتهم التي تبرز تحديهم لإسرائيل.
وخلال الفيديو، ظهر إسماعيل هنية وهو يمازح السنوار قائلًا: “أنت العدو الأول لإسرائيل”.
في تطور لافت، أعلنت ثلاثة فصائل فلسطينية، هي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عقب اجتماع في القاهرة، أن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أصبح “أقرب من أي وقت مضى”، بشرط توقف إسرائيل عن وضع شروط جديدة.
وأكدت الفصائل أنها حريصة على إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهرًا، مع الإشارة إلى أن المفاوضات شملت أيضًا مناقشة صفقة تبادل الأسرى.
لا تزال القضايا الجوهرية مثل هوية الأسرى الفلسطينيين، ورفض إسرائيل إطلاق سراح شخصيات بارزة مثل مروان البرغوثي، واستمرار الهجوم الإسرائيلي، تشكل تحديات كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق نهائي.
