عبدالقادر شهيب
أغلب التحليلات تشير إلى أن ما شهدته سوريا – في ساحلها الشمالي – هو مخطط خارجي.. استثمر وضعاً داخلياً تشوبه الخلافات. أو هو تمرد على السلطة الحالية في دمشق، يلقى دعماً إيرانياً.. يستهدف إسقاط هذه السلطة، أو الانفصال بالساحل – الذي تغلب على سكانه أبناء الطائفة العلوية – على غرار ما هو حادث الآن في المناطق الكردية، التي رفضت قسد تسليم سلاحها.
ويعزز هذه التحليلات، أن السلطة الحالية في دمشق.. لا تسيطر أمنياً سوى على مساحات معروفة؛ حيث يتواجد على الأرض السورية قوات إسرائيلية وأمريكية وتركية وروسية، فضلاً عن منظمات مسلحة مختلفة.. بعضها تُعد إرهابية.
وهذا يعني أن سوريا في خطر حقيقى الآن – ولفترة ليست قصيرة مستقبلاً – كما نبهنا نحن وغيرنا مبكراً.. عشية سقوط نظام بشار الأسد، ومغادرته سوريا ولجوئه إلى روسيا. ولن تستطيع مواجهة هذا الخطر – الذي يهددها بالانقسام – إلا بعملية سياسية.. جامعة وشاملة تتسع لجميع أطياف الشعب السوري المتعددة والمتنوعة عرقياً ودينياً وسياسياً.
فإن أي تدخلات إقليمية أو دولية في سوريا.. تتحقق باستغلال واستثمار الاوضاع الداخلية، أو الانقسامات أو الصراعات الداخلية، وحالة الضعف السوري.. سوف يصعب على أى قوى اقليمية أو دولية التدخل في سوريا، أو استباحة أرضها..
إذا اتبع النظام السوري الحالي سياسات إقصائية وانتقامية، وغلَّب طوائف على أخرى.
خروج سوريا من دائرة الخطر، والاتجاه نحو الاستقرار السياسي.. يبدأ بالابتعاد عن الإقصاء والانتقام، وأيضاُ الخروج من عباءة القوى الأجنبية؛ فلا يصح مثلاً استبدال وصاية إيرانية بتركية، كما لا يستقيم السماح لقوى أجنبية.. بإفساد المصالحات مع القوى الداخلية، مما يفتح الباب أمام مزيد من الصدامات الداخلية.
سوريا تحتاج أن ينفذ حكامها الجدد.. ما يتحدثون عنه.. بشأن وحدة الشعب السوري، والمساواة بين جميع أطيافه، وأن يكون التنفيذ سريعاً، وبلا أي إبطاء أو تأخير، وأن يخرجوا من عباءة أية قوى إقليمية أو دولية.
نقلاً عن «فيتو«