في أعقاب سقوط الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، تتسارع التحضيرات في دمشق لعقد اجتماع موسع من أجل إطلاق حوار وطني شامل يهدف إلى رسم ملامح المرحلة الانتقالية في البلاد. ووفقًا لمصادر مطلعة، سيجمع هذا الاجتماع جميع الهيئات والمكونات الاجتماعية السورية، بما في ذلك ممثلين عن القوى السياسية، المجتمع المدني، الكفاءات العلمية، والمستقلين. كما ستوجه دعوة خاصة إلى الفصائل العسكرية للثورة السورية للمشاركة في هذه المناقشات الهامة.
أسس النقاش حول المرحلة الانتقالية
تسعى الحكومة السورية إلى وضع أسس واضحة للنقاش حول كيفية إدارة شؤون الدولة في الفترة المقبلة، تحديدًا في ظل غياب النظام السابق. الاجتماع المرتقب سيتناول مفاهيم أساسية للمرحلة الانتقالية، من بينها آلية تشكيل حكومة انتقالية، ووضع دستور جديد، وقوانين تعزز العدالة والمساواة بين مختلف أطياف الشعب السوري. من جانبه، أكد أحمد الشرع، قائد “إدارة العمليات العسكرية”، على أهمية الحفاظ على التنوع والوحدة بين كافة مكونات الشعب السوري، مشددًا على ضرورة أن يكون هذا التنوع جزءًا أساسيًا من الهيكل السياسي الجديد.
الخطوات المستقبلية
وفيما يتعلق بحكومة تصريف الأعمال المؤقتة، فقد كُلف محمد البشير برئاسة الحكومة الانتقالية حتى مارس 2025، على أن تضم وزراء لتسيير شؤون الدولة الأساسية، بما في ذلك ضبط الأمن وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين. كما يُتوقع أن يُعقد مؤتمر وطني جامع في المستقبل القريب لطرح القضايا الكبرى ووضع أسس لمستقبل سوريا الجديد. هذا بينما تحظى الحكومة الانتقالية بدعم دولي ملحوظ، حيث شهدت دمشق زيارة وفود من فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، والأمم المتحدة، بالإضافة إلى وصول وفد أميركي رفيع المستوى للقاء القائد العام للإدارة الجديدة.