يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسفر إلى دمشق في خطوة قد تكون مفصلية في العلاقات بين البلدين، خاصة بعد سنوات من الصراع والحرب.
كشفت مصادر صحفية تركية اليوم الجمعة، أن أردوغان يخطط لزيارة “تاريخية” إلى سوريا في الأيام القليلة المقبلة.
ووفقًا لصحيفة “تركيا” الرسمية، فإن الزيارة قد تتم في غضون الأسبوعين المقبلين، مع احتمال أن تشمل أداء الصلاة في الجامع الأموي بدمشق، بالإضافة إلى لقاء مع زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي يعد أحد الشخصيات البارزة في المشهد السوري.
وفي إطار الاستعدادات لهذه الزيارة، أشارت الصحيفة إلى أن فريقًا مشتركًا من هيئة المطارات الحكومية والخطوط الجوية التركية قد وصل إلى دمشق يوم الخميس الماضي لإجراء فحوصات أمنية على سلامة الطيران في مطاري دمشق وحلب الدوليين، وهو ما يدل على الاستعدادات اللوجستية الكبيرة للزيارة.
وتأتي هذه الزيارة وسط تحول ملحوظ في سياسة تركيا تجاه سوريا، حيث كانت مصادر “سكاي نيوز عربية” قد أفادت بأن الخطوط الجوية التركية قد أدرجت مطاري دمشق وحلب ضمن وجهاتها من إسطنبول، ما يشير إلى تقارب محتمل بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.
في سياق متصل، كان الرئيس التركي قد صرح سابقًا بأن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، سيزور سوريا قريبًا لمناقشة “الهيكل الجديد” في البلاد. وأضاف أردوغان أنه يتطلع إلى دعم “الإدارة السورية الجديدة” في بناء هيكل الدولة، وهو ما يعكس التوجهات التركية لدعم المرحلة الانتقالية في سوريا، خاصة في ظل قيادة الجولاني.
وفي تصريحات أخرى أدلى بها أردوغان على متن الطائرة أثناء عودته من مصر، أكد الرئيس التركي ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا بسبب نظام الرئيس بشار الأسد، معتبرًا أن ذلك سيكون مفيدًا لتعافي البلاد. وأعرب عن أمله في أن تسمح التطورات الميدانية بعودة السوريين إلى وطنهم بشكل آمن وطوعي.
كما شدد على دعم بلاده للشعب السوري خلال هذه المرحلة الانتقالية، مؤكدًا استعداد تركيا للعمل مع “الإدارة الجديدة” في سوريا لضمان أمن البلاد وتجنب أي حوادث خلال هذه الفترة الحرجة.
من جهة أخرى، قال أردوغان إنه يعتقد أن الدول الكبرى مثل روسيا لن تغلق بعثاتها الدبلوماسية في سوريا، معربًا عن سعادته بتطوير العديد من الدول علاقاتها مع الجولاني، وهو ما يعكس تغيرًا في المواقف الإقليمية والدولية تجاه الشخصيات السورية المعارضة.
وأخيرًا، أكد أردوغان أن تركيا ستواصل دعم “الإدارة السورية الجديدة” في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم “بي كي كي” وداعش، مشيرًا إلى أنه لن يُترك لوحده في المعركة ضد هذه الجماعات التي تهدد الأمن الإقليمي.