Times of Egypt

زكريا الزبيدي يعانق الحرية مجددًا وسط احتفاء فلسطيني.. من هو؟

Mohamed Bosila

بعد سنوات من الأسر والملاحقة، أُفرج عن القائد الفتحاوي زكريا الزبيدي، أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، ضمن الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. خروجه من سجون الاحتلال أعاد تسليط الضوء على مسيرته النضالية الحافلة، في وقت لا تزال المخاوف قائمة حول مستقبله في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة.

من زنازين الاحتلال إلى الحرية
وصل الزبيدي إلى مدينة رام الله بعد الإفراج عنه، بدلاً من مسقط رأسه في مخيم جنين، حيث فرضت إسرائيل قيودًا على عودته إلى هناك. ورغم الفرحة العارمة التي عمت الأوساط الفلسطينية، إلا أن شبح الملاحقة لا يزال يطارده، خاصة مع سجلّه النضالي الذي جعله هدفًا دائمًا للاحتلال.

وفي أول تصريح له عقب الإفراج، قال الزبيدي: “شكراً لغزة التي حررتني وأعادتني إلى عائلتي”، مشيرًا إلى الدور الذي لعبته الفصائل الفلسطينية في التفاوض لإطلاق سراحه، وإن كان لم يذكر تحديدًا حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي.

محطات نضالية بارزة
وُلد الزبيدي عام 1976 في مخيم جنين لعائلة دفعت ثمنًا باهظًا في الصراع مع الاحتلال، حيث فقد والدته وشقيقيه طه وداوود في عمليات عسكرية إسرائيلية، كما قُتل نجله في قصف استهدف مركبة كان يستقلها.

برز اسمه خلال انتفاضة الأقصى، حيث كان قائدًا ميدانيًا في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، ونفّذ عمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية، أبرزها الهجوم على مقر حزب الليكود في بيسان عام 2002. وعلى الرغم من محاولات اغتياله المتكررة، ظل الزبيدي رمزًا للمقاومة حتى اعتقاله في 2019.

عملية الهروب من جلبوع.. لحظة تحدٍّ خالدة
لم يكن اعتقال الزبيدي نهاية المطاف، ففي سبتمبر 2021، سطّر فصلاً جديدًا في تاريخه النضالي حينما تمكن، برفقة خمسة أسرى آخرين، من الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة عبر نفق حُفر بأدوات بدائية. شكلت العملية صفعة قوية للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، لكنها لم تدم طويلًا، إذ أعادت قوات الاحتلال اعتقاله بعد أيام، وفرضت عليه عزلاً مشددًا.

الإفراج في إطار صفقة التبادل
جاء إطلاق سراح الزبيدي ضمن الدفعة الثالثة من الأسرى المحررين، والتي شملت 110 أسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية. وبحسب عبد الناصر فروانة، المختص في شؤون الأسرى، فقد ضمت القائمة 32 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد و48 آخرين بأحكام طويلة، إلى جانب 30 أسيرًا من النساء والأطفال. كما قررت إسرائيل إبعاد 20 أسيرًا، بينهم 17 من أصحاب الأحكام المؤبدة.

رغم نيله الحرية، إلا أن الزبيدي لا يزال في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، وسط توقعات بأن تعود تل أبيب لملاحقته، خاصة إذا اعتبرته يشكل تهديدًا أمنيًا.

ويؤكد سفيان أبو زايدة، الوزير الفلسطيني السابق والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن “إسرائيل لن تغفل عن الزبيدي، وقد تحاول اغتياله مستقبلاً”، في إشارة إلى السياسة التي انتهجتها تل أبيب سابقًا مع قادة المقاومة المحررين.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *