Times of Egypt

ختام محادثات أمريكية روسية في السعودية.. خطوة نحو وقف النار بأوكرانيا

Mohamed Bosila
حرب أوكرانيا

اختتم مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا اليوم الاثنين محادثات استمرت يوما كاملا ركزت على اقتراح محدود لوقف إطلاق النار في البحر الأسود بين كييف وموسكو في إطار جهد دبلوماسي تأمل واشنطن أن يساعد في تمهيد الطريق لمفاوضات سلام أوسع نطاقا.

وخلال انعقاد الاجتماع في السعودية حيث كان وفد أوكراني حاضرا على هامش الاجتماع، أدت ضربة صاروخية روسية إلى إلحاق أضرار بمدرسة ومستشفى في أوكرانيا اليوم الاثنين فأصيب 74 شخصا على الأقل.

ووصفت واشنطن المحادثات بأنها خطوة في جهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

لكن لم تصدر تصريحات حتى الآن تدل على التوصل إلى اتفاق أو تحقيق تقدم.

وقال مصدر روسي لرويترز إن المحادثات اختتمت في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاثنين وإن مسودة بيان مشترك أرسلت إلى موسكو وواشنطن للموافقة عليها وتستهدف الأطراف نشره غدا الثلاثاء.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله في وقت سابق إنه لن يتم توقيع أي وثائق.

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، ذكر ترامب قضايا أخرى قال إنها مطروحة على الطاولة قائلا “نحن نتحدث عن الأراضي الآن. نتحدث عن خطوط ترسيم الحدود، ونتحدث عن الطاقة، وملكية محطات الطاقة”.

ورفضت روسيا الأسبوع الماضي اقتراحا من ترامب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا، ولم توافق حتى الآن إلا على توقف مؤقت عن مهاجمة البنية التحتية للطاقة.

وخلال انعقاد المحادثات اليوم في الرياض، ضربت صواريخ روسية مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا. وقال حاكم المنطقة فولوديمير أرتيوخ في مقطع مصور من أمام حريق تصاعد منه الدخان إن عدة أبراج سكنية تضررت، بالإضافة إلى مدرسة ومستشفى.

وأضاف أن طلاب المدرسة كانوا في مخبأ في ذلك الوقت، مما حال دون وقوع خسائر بشرية أكبر.

* تصريحات جوفاء

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها “تتحدث موسكو عن السلام بينما تنفذ ضربات وحشية على مناطق كثيفة السكان في المدن الأوكرانية الكبرى”.

وأضاف “بدلا من الإدلاء بتصريحات جوفاء عن السلام، يتعين على روسيا أن تتوقف عن قصف مدننا وتنهي حربها على المدنيين”.

وتأتي المحادثات في السعودية عقب اتصالات هاتفية الأسبوع الماضي بين ترامب والرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين. واجتمع مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون في السعودية أمس الأحد.

ويقول ترامب الذي قلص الدعم الدبلوماسي الأمريكي لأوكرانيا وتحول علنا إلى موقف أقل انتقادا لروسيا من موقف سلفه جو بايدن، إنه يسعى إلى إنهاء الحرب بسرعة.

ووافقت أوكرانيا في وقت سابق على اقتراح ترامب بوقف إطلاق النار، لكن بوتين لم يوافق إلا على وقف الهجمات على أهداف الطاقة. ثم أعلنت كييف أنها ستقبل أيضا بالتوقف مؤقتا عن ضرب أهداف الطاقة في حال توقيع وثيقة رسمية.

وحتى مع استمرار المحادثات، نفذت موسكو على مدار ثلاث ليال متتالية ضربات جوية على كييف، مما أدى إلى امتلاء أجواء العاصمة بنيران الدفاعات الجوية. وأُصيب شخص واحد وتضررت منازل في المنطقة المحيطة.

وقالت روسيا إنها أسقطت 227 طائرة مسيرة أوكرانية في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في الوقت الذي ما زال يكافح فيه رجال الإطفاء في منطقة كراسنودار في الجنوب لليوم الخامس على التوالي لإخماد حريق في مستودع نفط تعرض لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية الأسبوع الماضي.

* اتفاق بحري

يقول البيت الأبيض إن الهدف من المحادثات هو التوصل إلى وقف إطلاق نار في البحر الأسود لضمان حرية حركة الملاحة.

لكن المعارك البحرية كانت محدودة نسبيا منذ بداية الحرب في 2023 بعد أن دفعت الهجمات الأوكرانية موسكو إلى نقل أسطولها البحري بعيدا عن المياه المتنازع عليها، مما جعل من الممكن لأوكرانيا إعادة فتح الموانئ واستئناف الصادرات بأحجام تقترب من مستويات ما قبل الحرب.

وقال المتحدث باسم الكرملين بيسكوف “الأمر يتعلق في المقام الأول بسلامة الملاحة”، مشيرا إلى أن اتفاقا سابقا بشأن الملاحة في البحر الأسود دعمته الأمم المتحدة لم يحقق بعضا من مطالب موسكو.

وقال مصدر مطلع إن الوفد الأمريكي يقوده آندرو بيك المسؤول الكبير بمجلس الأمن القومي الأمريكي ومايكل أنطون المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية.

ويمثل روسيا جريجوري كاراسين وهو دبلوماسي سابق يشغل حاليا منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن كاراسين القول خلال استراحة بعد محادثات لنحو ثلاث ساعات إن المشاورات تتقدم “بشكل بناء”، وإن الجانبين ناقشا قضايا ينظر إليها على أنها “تؤرق” العلاقات الثنائية.

وعبر ترامب عن ارتياحه التام لسير المحادثات وأشاد بانخراط بوتين في العملية حتى الآن.

إلا أن هناك شكوكا لدى القوى الأوروبية الكبرى حيال ما إذا كان بوتين مستعدا لتقديم تنازلات معقولة أم أنه سيتمسك بما يرون أنها مطالب مبالغ فيها لم تتغير فيما يبدو منذ أن نشر عشرات الآلاف من القوات في أوكرانيا عام 2022.

ويقول بوتين إنه مستعد لبحث السلام، لكن يجب على أوكرانيا التخلي رسميا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب قواتها من أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمها وتسيطر على معظمها.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايك والتس في مقابلة مع قناة (سي.بي.إس) أمس الأحد إن الوفود الأمريكية والروسية والأوكرانية اجتمعت في منشأة واحدة بالرياض.

وأعلن التلفزيون الرسمي السعودي اليوم الاثنين أن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف وصل إلى السعودية. وربما يشير وجوده إلى أن الوفد الأمريكي سيجري مزيدا من المحادثات مع أوكرانيا بعد انتهاء مشاوراته مع روسيا.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *