Times of Egypt

حريق ضخم في مصفاة نفط سودانية.. تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة

Mohamed Bosila

حذر الأمين العام للأمم المتحدة والمختصون من تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة نتيجة الحريق الضخم الذي دمر مصفاة النفط الرئيسية شمال العاصمة السودانية الخرطوم يوم الخميس، بعد قصف عنيف تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن المسؤولية عنه.

حريق هائل وأعمدة دخان كثيفة وفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية، التي التقطتها شركة “بلانيت لابس” المتخصصة في تتبع الكوارث البيئية، اشتعال مساحات شاسعة من المصفاة بعد ساعات من تعرضها للهجوم. وقد تسببت الرياح في حمل أعمدة كثيفة من الدخان الأسود نحو العاصمة الخرطوم، ما أثار مخاوف من تأثيرات صحية خطيرة، مثل تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.

تحذيرات من الأمم المتحدة أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه الشديد من التداعيات المحتملة لهذا الحريق، داعياً الأطراف المتحاربة إلى الامتناع عن جميع الإجراءات التي قد تضر بالسودان والمنطقة. وأكد في بيان صادر عن مكتبه أن الهجوم يهدد بالآثار الاقتصادية والبيئية الخطيرة.

آثار اقتصادية على السودان وجنوب السودان يُتوقع أن يكون لتدمير المصفاة التي تعد الأكبر في السودان تأثيرات اقتصادية سلبية على كل من السودان وجنوب السودان. فمن المعروف أن صادرات النفط من جنوب السودان، التي تشكل 90% من إيراداتها، تمر عبر الأراضي السودانية وتتم معالجتها جزئياً في هذه المصفاة.

تفاقم الأضرار الناتجة عن الحرب يأتي هذا الدمار ليزيد من الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية للسودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث طال القصف الجوي والأرضي العديد من المنشآت الحيوية، بما في ذلك الجسور، الطرق، المستشفيات، المدارس، ومحطات الكهرباء والمياه. وقدرت الخسائر الناجمة عن الحرب بأكثر من 500 مليار دولار.

المصفاة السودانية: حجر الزاوية للاقتصاد المصفاة التي تم تدميرها تعتبر أكبر مصفاة في السودان، حيث تنتج حوالي 100 ألف برميل يومياً، مما يلبي معظم احتياجات البلاد من النفط المكرر. كما أن الفائض من هذه الكميات يتم تصديره عبر ميناء بشاير على البحر الأحمر عبر خط أنابيب طوله 1610 كيلومترات.

خطر بيئي إضافي أثارت سحب الدخان السوداء التي غطت سماء الخرطوم قلقاً بيئياً بالغاً، حيث تشير التقارير إلى أن المصفاة تحتوي على مئات الأطنان من المواد الخطرة داخل مخازنها. تقع المصفاة بالقرب من العديد من القرى والمدن المكتظة بالسكان، وتعتبر المنطقة محورية للأنشطة الزراعية.

خسائر اقتصادية فادحة إن تدمير المصفاة يزيد من الخسائر الاقتصادية المترتبة على الحرب التي أدت إلى تقليص إيرادات الاقتصاد السوداني بأكثر من 80%. وتشير التوقعات إلى أن هذه الخسائر ستستمر في التفاقم ما لم يتم وقف التصعيد العسكري في البلاد.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.