بينما أقامت أذربيجان يوم حداد، الخميس، على العشرات من ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب في كازاخستان، ذكرت وكالة رويترز يوم الخميس أن طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية، أسقطتها منظومة دفاع جوي روسية.
وحث مسؤولون من أذربيجان وكازاخستان وروسيا، وهي الدول الثلاث المرتبطة بالكارثة، الناس على عدم التكهن بشأن الحادث حتى انتهاء التحقيقات.
وقالت شركة الطيران الأربعاء إن الطائرة كانت في رحلة من العاصمة الأذربيجانية باكو إلى غروزني في جمهورية الشيشان بجنوب روسيا قبل أن تهبط اضطراريا على بعد نحو ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) من أكتاو في كازاخستان.
وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن الطائرة تم تحويل مسارها بسبب الضباب الكثيف في غروزني.
ولم يوضح المسؤولون على الفور سبب عبور الطائرة بحر قزوين، عندما تقع باكو وغروزني إلى الغرب منها، وتقع أكتاو إلى شرقها.
وقال موقع تتبع الرحلات الجوية Flightradar24 في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الطائرة “تعرضت للتشويش والتلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) بالقرب من غروزني”. وأضاف الموقع أن تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) يمكن أن يعيق بشكل كبير قدرة الطائرة على التنقل والتواصل، مما يخلق مخاطر أمنية محتملة.
وقالت شركة Flightradar24 إن البيانات ومقاطع الفيديو الخاصة بالحادث “تشير أيضًا إلى مشكلات محتملة في التحكم بالطائرة”.
وقال نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني كانات بوزومباييف إن نحو 29 ناجيا، بينهم طفلان، تم انتشالهم من تحت الحطام.
وذكرت وكالة أنباء أذربيجان الحكومية “أذرتاج” أن 12 ناجيا سيعودون إلى أذربيجان يوم الخميس، خمسة منهم في “حالة خطيرة ولكن مستقرة”. وأضافت الوكالة أن هؤلاء الأشخاص الخمسة سيعودون على متن طائرة خاصة تابعة لوزارة حالات الطوارئ في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي فرح دخل الله في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن “أفكار الحلف وصلواته مع أسر وضحايا” الكارثة. وأضافت: “نتمنى الشفاء العاجل للمصابين في الحادث ونطالب بإجراء تحقيق كامل”.
أظهرت مقاطع فيديو وصور للطائرة بعد تحطمها وجود ثقوب في جسمها تشبه الأضرار الناجمة عن الشظايا أو الحطام. ولم يتم تأكيد سبب هذه الثقوب.
وذكرت وكالة أنباء أذرتاج أن الخطوط الجوية الأذربيجانية أبلغت الوكالة في البداية أن الحادث نجم عن اصطدام الطائرة بسرب من الطيور. كما قالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية روزافياتسيا إن الطائرة تحطمت بعد اصطدامها بالطيور.
لكن أندريه كوفالينكو، رئيس مركز مكافحة التضليل في أوكرانيا، وهو جزء من مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، نفى ذلك، مدعيا على وسائل التواصل الاجتماعي أن الطائرة “أسقطت بواسطة نظام دفاع جوي روسي”.
وجاء الحادث بعد وقت قصير من شن طائرات بدون طيار أوكرانية غارات على جنوب روسيا. وتسبب نشاط الطائرات بدون طيار في إغلاق المطارات في المنطقة في الماضي، وأغلق أقرب مطار روسي على مسار رحلة الطائرة صباح الأربعاء.
وقال كوفالينكو “كان ينبغي لروسيا أن تغلق المجال الجوي فوق غروزني لكنها فشلت في القيام بذلك”، وتوقع أن تحاول السلطات التغطية على السبب الحقيقي وراء الحادث، بما في ذلك الثقوب في الطائرة، لأنه سيكون من “غير المناسب” إلقاء اللوم على روسيا.
وقال جاستن كرومب، الخبير في الاستخبارات والأمن والدفاع والرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات في مجال المخاطر سيبيلين، لإذاعة بي بي سي 4 يوم الخميس إن الأضرار التي لحقت بالطائرة “تبدو إلى حد كبير كما لو كان هناك تفجير صاروخ دفاع جوي في الجزء الخلفي واليسار من الطائرة”.
وتوقع أن يكون طيارو الطائرة قد أبلغوا عن اصطدام طائر بالطائرة عندما تضررت الطائرة لأول مرة لأنهم “من الواضح لم يكونوا يتوقعون” أن يتم إطلاق النار عليهم.
وقال كرومب إن “النظرية الأفضل في الوقت الحالي حول تعرض الطائرة لإطلاق نار من جانب روسيا هي كل الحقائق المتاحة التي نعرفها”.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إنه سيكون من الخطأ التكهن بسبب تحطم الطائرة قبل إجراء تحقيق، بحسب وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية الرسمية.
فيما قال رئيس مجلس الشيوخ في كازاخستان، ماولين أشيمباييف، اليوم الخميس، إن “طبيعة هذه الأضرار وأسباب الكارثة غير معروفة حاليا”. مضيفا أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث تضم ممثلين من كازاخستان وأذربيجان وروسيا.
وقال كانات بوزومباييف نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني إن “السبب الأولي لا يمكن تحديده بعد، حيث هناك حاجة إلى متخصصين لذلك”.
وقال بوزومباييف يوم الخميس “إنهم سوف يقومون بالعمل، وبعد ذلك سوف يتضح الأمر”.