أثار تعيين فيل هيغسيث، شقيق وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في منصب رفيع داخل البنتاجون جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث تولى منصب مستشار أول لوزير الأمن الداخلي ومسؤول اتصال مع وزارة الدفاع، رغم عدم امتلاكه خبرات عسكرية أو أمنية سابقة.
ووفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية، فإن دور فيل هيغسيث يشمل السفر في مهام رسمية، حيث كان جزءًا من الوفد الذي زار خليج غوانتانامو، كما أنه يرافق شقيقه حاليًا على متن طائرة البنتاغون خلال جولته الأولى إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ. غير أن اللافت أن سيرته الذاتية لا تتضمن أي خبرات سابقة في الشؤون الدفاعية أو الأمنية، حيث اقتصر عمله على إدارة شركة بودكاست ومنصات تواصل اجتماعي، الأمر الذي أثار تساؤلات حول المعايير التي اعتمدت عليها وزارة الأمن الداخلي في تعيينه بمنصب حساس.
ولم يكن هذا التعاون الأول بين الأخوين، فقد كشفت سجلات الضرائب الفيدرالية أن فيل حصل سابقًا على 108 آلاف دولار خلال فترة عمل بيت هيغسيث كرئيس تنفيذي لمنظمة “المحاربون القدامى المعنيون بأميركا”، حيث تولى مسؤولية العلاقات الإعلامية للمنظمة غير الربحية، التي واجهت حينها صعوبات مالية. كما أظهرت صور رسمية منشورة عبر حساب وزير الدفاع الأميركي على “فليكر”، مشاركة فيل في اجتماعات رفيعة المستوى داخل الوزارة، ما عزز الشكوك حول مدى استحقاقه للمنصب بعيدًا عن تأثير العلاقات العائلية.
ويحظر قانون المحسوبية الفيدرالي الأميركي لعام 1967 على المسؤولين الحكوميين تعيين أقاربهم في مناصب مدنية، إلا أن هناك استثناءات في بعض الإدارات السابقة، أبرزها تعيين جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق دونالد ترامب، مستشارًا أول في البيت الأبيض، بالإضافة إلى إسناد هيلاري كلينتون ملف الرعاية الصحية خلال رئاسة زوجها بيل كلينتون، وتعيين توم سوليفان، شقيق مستشار الأمن القومي الحالي جيك سوليفان، في وزارة الخارجية.