مرحلة جديدة تستعد لها الولايات المتحدة ومعها العالم أجمع، بعد نجاح الجمهوري دونالد ترامب الأربعاء في الفوز برئاسة أمريكا، متفوقا على الديمقراطية كامالا هاريس بفارق كبير.
وحقق ترامب انتصارا واضحا، بحيث فاز في الولايات المتأرجحة من جورجيا إلى بنسلفانيا مرورا بويسكنسن ليقضي بذلك على آمال هاريس، قبل أن تعطيه ميشيغان معقل الديمقراطيين السابق الدفع النهائي.
وفي انتظار نتائج أربع ولايات، باتت في حوزة الجمهوري أصوات 292 من كبار الناخبين مقابل 224 لمنافسته، متجاوزا عتبة 270 المطلوبة للفوز في الانتخابات التي تجري بالاقتراع غير المباشر، فيما يبدو أن ترامب سيفوز بالتصويت الشعبي للمرة الأولى.
وفي خطاب الفوز، دعا ترامب الذي سيؤدي اليمين الدستورية ويتولى منصبه رسميا في 20 يناير، إلى “الوحدة”، وحث الأمريكيين على وضع “الانقسامات التي حدثت في السنوات الأربع الماضية وراءنا”.
واتفق ترامب وهاريس على “أهمية توحيد” الولايات المتحدة وذلك في اتصال هاتفي بينهما الأربعاء، أقرت فيه نائبة الرئيس بخسارتها.
وقال المتحدث باسم حملة ترامب ستيفن شونغ في بيان “شكر الرئيس ترامب نائبة الرئيس هاريس على تصميمها واحترافيتها ومثابرتها طوال فترة الحملة الانتخابية، واتفقا على أهمية توحيد البلاد”.
وأكد أحد مساعدي هاريس أنها اتصلت بترامب لتهنئته، وبحثت معه أهمية الانتقال السلمي للسلطة وأن يكون رئيسا لكل الأمريكيين.
وما زالت ذكرى أحداث 6 يناير 2021 تخيم على ذاكرة الأمريكيين، إذ اقتحم حينها مئات من أنصار ترامب مبنى الكابيتول، أحد أهم رموز الديمقراطية الأمريكية، في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن.
عبر انتخاب ترامب، قرر الأمريكيون وضع رجل يبلغ 78 عاما على رأس أكبر قوة في العالم وسيصبح في يناير أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.
وسيعلم بعقوبته في 26 نوفمبر حين يصدر الحكم بحقه في قضية دفع أموال سرا لنجمة أفلام إباحية للتستر على علاقة جنسية مفترضة جمعت بينهما. وما زال من المبكر القول ما سيكون أثر انتخابه على متاعبه القانونية حيث يواجه احتمال السجن في عدة قضايا.
كذلك هنّأ الرئيس الأمريكي جو بايدن ترامب على فوزه في الانتخابات ودعاه لزيارة البيت الأبيض، وفق ما أعلنت الرئاسة الأمريكية الأربعاء.
وأفاد البيت الأبيض في بيان أن الديمقراطي بايدن (81 عاما) الذي انسحب من السباق الانتخابي لصالح هاريس، “سيدلي بخطاب إلى الأمة” الخميس للحديث عن نتائج انتخابات الثلاثاء والمرحلة الانتقالية.
نشوة وصدمة
أحدثت عودة ترامب إلى البيت الأبيض حالة من النشوة بين الملايين من الأمريكيين الذين ارتدوا قبعات حمراء فيما تسببت لدى كثيرين آخرين بحالة من الخوف مع شعور بالصدمة بسبب مرارة خطابه.
ودونالد ترامب هو ثاني رئيس أمريكي يفوز بولايتين غير متتاليتين، بعد غروفر كليفلاند الذي قاد البلاد بين عامي 1885 و1889، ثم بين عامي 1893 و1897.
وأشادت وسائل إعلام مختلفة في الولايات المتحدة بـ”ملك العودة” و”العملاق” ترامب بعد فوزه بفارق كبير على هاريس، في شكل خالف غالبية توقعات المحللين والصحف. ورحبت الأسواق بفوزه وسجل الدولار مكاسب واضحة وكذلك بورصة وول ستريت.
ومع ذلك، فإن رئاسته الثانية التي لا يمكن التنبؤ بما ستحمله، يمكن أن تنذر باضطرابات كبيرة بعد أن توعد الملياردير “بأكبر عملية” ترحيل على الإطلاق للمهاجرين منذ اليوم الأول.
طرد.. تنقيب.. ضرائب
بعدما انتقد بشدة المليارات التي تنفق في الحرب في أوكرانيا، وعد بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم، وهو احتمال يثير قلق كييف.
وأكد قطب العقارات أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيف يمكن القيام بذلك.
وتعهد الجمهوري المعروف بتشككه في قضايا المناخ، بعدم الالتزام باتفاق باريس حول المناخ وبالتنقيب عن النفط “بأي ثمن”.
بشأن الاقتصاد يريد ترامب “سرقة الوظائف من الدول الأخرى” من خلال التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية.
لكنه يبقى غامضا حين يتعلق الأمر بالحق في الإجهاض، والذي أضعفه إلى حد كبير قضاة المحكمة العليا الذين يفاخر بتعيينهم.
انتصار في الشيوخ
وسيمكن للرئيس الجديد الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاده الجمهوريون من الديمقراطيين. وسيكون انتصاره كاملا إذا احتفظ حزبه بمجلس النواب، فيما يشعر الديمقراطيون بالقلق إزاء تهديداته المتزايدة ضد “العدو الداخلي” وتعطشه للانتقام.
ولم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المستقبلية، مع استثناء واحد لافت هو انه أعلن أنه سيوكل مسؤولية كبرى للملياردير إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري.