مودي حكيم
يمكن للمرء أن يتخيل عدداً من الطرق المختلفة.. التي قد يؤثر بها إيلون ماسك على تطوير «الذكاء الاصطناعي» في إدارة ترامب. ونظراً للعلاقة المتوترة – إلى حد العداء – بينه وبين شركة OpenAI، فقد تتخذ الإدارة الجديدة موقفاً أقل ودية من تلك الشركة،عند التعامل مع الصناعة، وصياغة تنظيم تطوير «الذكاء الاصطناعي»، ومنح العقود الحكومية، وما إلى ذلك، (وهذا خطر حقيقي يقلق OpenAI، التي يمكن أن تخسر ملايين الدولارات). من ناحية أخرى، قد تفضل إدارة ترامب شركات إيلون ماسك: على سبيل المثال، خفض البيروقراطية لتمكين xAI من بناء مراكز البيانات، والحصول على ميزة في سباق النماذج الرائدة.
يرى عدد من المتابعين، أن ترامب لا ينوي أن يفرض قيوداً على الذكاء الاصطناعي، إنما يرغب في فرض قيود على شركات التكنولوجيا الكبرى، من بينها منح الموافقة التنظيمية السريعة لشركة Tesla لنشر أساطيل سيارات الأجرة الآلية، وما إلى ذلك.
اللافت، والأكثر أهمية.. هو أن إيلون ماسك – على النقيض من العديد من المبدعين المبتكرين في عالم التكنولوجيا.. الذين يعطيهم دونالد ترامب أذناً صاغية – يأخذ مخاطر السلامة الوجودية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على محمل الجد، فهو من دعاة تنظيم هذه التكنولوجيا بشكل كبير. وقد دعم مشروع قانون مجلس الشيوخ رقم 1047.. المثير للجدل في كاليفورنيا، الذي سعى إلى فرض قيود ذات مغزى على مطوري «الذكاء الاصطناعي». لذلك، يتخوف كثيرون أن يؤدي نفوذ إيلون ماسك.. إلى بيئة تنظيمية أشد صرامة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
هناك مشكلة واحدة.. في كل هذه التكهنات؛ فالعلاقة الحميمة بين دونالد ترامب وإيلون ماسك سوف تنهار حتماً – كما رأينا مراراً وتكراراً خلال إدارة ترامب الأولى – فإن متوسط مدة خدمة حلفاء ترامب، حتى الأشد صرامة (التزاما) – على ما يبدو – قصيرة بشكل ملحوظ؛ من جيف سيشنز إلى ريكس تيلرسون، إلى جيمس ماتيس ،إلى جون بولتون ،إلى ستيف بانون. وبالطبع، مَن يستطيع أن ينسى فترة الأيام العشرة التي قضاها أنطوني سكاراموتشي في البيت الأبيض؟
ومع ذلك، لا يزال عدد قليل جداً من رجال ترامب من إدارته الأولى.. مخلصين له اليوم.
إن دونالد ترامب وإيلون ماسك شخصيتان معقدتان ومتقلبتان، ولا يمكن التنبؤ بما سيُقدمان عليه، تماماً، كما أنه ليس من السهل العمل معهما. «إنهما يحرقان الناس».. كما قال أحد المعلقين السياسيين في جريدة «نيويورك تايمز».
لقد أثبتت صداقتهما الجديدة، أنها مفيدة للطرفين.. حتى هذه النقطة، لكنها لا تزال في مرحلة شهر العسل. من المتوقع أنه قبل نهاية سنة 2025، ستتدهور العلاقة.
الخبر سيكون مُرحَّباً به لشركة OpenAI، لكنه مؤسف لمساهمي Tesla، وسيكون مخيباً للآمال لأولئك المعنيين بسلامة «الذكاء الاصطناعي».. لأنه سيضمن – تقريباً – أن تتخذ حكومة الولايات المتحدة نهجاً غير مباشر لتنظيم «الذكاء الاصطناعي» في عهد ترامب.
بدأ عام 2025 بصراع عمالقة التقنيات – الذين يسيطرون ويتحكمون في عالم التكنولوجيا – لكن الأشهر القادمة ستشهد المزيد من فصول هذا الصراع.
نقلاً عن «المصري اليوم«