Times of Egypt

ترامب والمهاجرون والمتابعون

Mohamed Bosila
أمينة خيري  

أمينة خيري

من حق الجميع أن ينتقد، ويُبدي تحفظاً، ويُعرب عن تأييد، ويدلو بدلوه.. في شأن التوقعات المستقبلية، أو يرصد الحاضر.. بناء على أيديولوجيته أو قراءاته، أو ما يتداوله آخرون، لا سيما وأن جانباً معتبراً من مخزوننا المعرفي – في عصر الثورة الرقمية – مصدره الـ«سوشيال ميديا»، سواء اعترفنا أو أنكرنا، أو عرفنا ذلك، أو اعتقدنا أن ما ندلو به من دول.. هو من صميم بنات أفكارنا.

وحين يتعلق الأمر برصد ونقد دول أجنبية، وسياساتها وما هي مقبلة عليه، فإننا نرصد ونحلل.. من باب الرفاهية والتثقيف، لا سيما حين لا تتعلق تصرفات هذه الدول بنا.. بشكل مباشر أو غير مباشر.

وما زلنا مع القدوم الثاني للرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، وقوائم السياسات والإجراءات والملاحظات التي أدلى بها، أو التي قال إنه بصدد تنفيذها؛ نتابع، ونتعجب، ونحسدهم حيناً، ونرثي لهم حيناً، ونتمنى لو كنا مكانهم مرة، وهلم جرا. هذه سمة المتابعات «الأجنبية».. لما يجري في دولة أخرى. وأكرر فيما يختص بالسياسات أو الإجراءات التي لا تؤثر على المتابع الأجنبي.

ولفت نظري هذا الكم المذهل من «الأجانب» – أي غير الأمريكيين – الذين يصبون الغضب، ويتعجبون ويغضبون.. لما أعرب عنه الرئيس ترامب من نوايا – أو بالأحرى سياسة بدأ تطبيقها بالفعل- في ملف المهاجرين غير النظاميين أو «غير الشرعيين» الذين (بحسب تعبيره) «يغزون البلاد». وبعيداً عن القوانين الدولية – التي تحكم سياسات الهجرة واللجوء وعبور الحدود، والمعايير وغيرها – وبعيداً أيضاً عن الآراء الشخصية، أتعجب كثيراً من هذا الكم من الانتقادات، لا سيما التي تأتي من قبَل دول ومؤسسات وأفراد ومجموعات.. لا تتوانى عن صب الغضب على المهاجرين غير النظاميين في دولها، وتعتبرهم حملاً ثقيلاً، ومقيمين غير مرغوب فيهم، وتهديداً لأمنها، ومنافسين لأبنائها.. الباحثين عن فرص عمل، ومهددين لهوية الدولة المضيفة، وثقافتها واستقرارها وسلامها الاجتماعي ورغدها المعيشي، والقائمة طويلة.

لا أتحدث هنا عن الفوائد الجمة – التي تعود على اقتصاد الدول المضيفة – من هؤلاء المهاجرين أحياناً، أو عن ضرورة تكفير الدول الاستعمارية.. أو تلك التي نهبت ثروات الدول المصدرة للمهاجرين.. عما اقترفته، وأن إحدى وسائل التكفير، هي استقبال غير مشروط لمواطني هذه الدول. فقط أتحدث عن «شيزوفرانيا» المواقف والآراء.

وبين الدول الأوروبية – التي يعلو صوتها حالياً منتقدة، ولو على استحياء، سياسات ترامب القاسية أو المتعسفة أو المتطرفة تجاه المهاجرين – من يرفع حالياً راية «خلصت حاجتي من جارتي».. في ملف المهاجرين السوريين، وقبلهم الأفغان.

البحث عن الأمان المفتقد.. في بلد آخر، ليس جريمة. بل واجب المجتمع الدولي توفيره. وللأشخاص الذين يتعرضون لمخاطر – تهدد حياتهم أو أمنهم أو حرياتهم – حق للحصول على الحماية. لكن الغريب، أن تجد دولاً أو مواطني دول مثلاً، ترفض استقبال مهاجرين أو لاجئين.. من الأصل، على رأس قائمة المنتقدين لنوايا ترامب في ملف المهاجرين.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.