في تصعيد جديد للمواجهات شمالي قطاع غزة، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأحد، مقاطع مصورة توثق تصدي مقاتليها لقوات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته في محاور التوغل بمخيم جباليا. الفيديو الذي جاء بعنوان “كمائن الصمود والتحدي”، كشف عن عمليات نوعية ومباشرة استهدفت قوات الاحتلال، وأرسل عبر قادته الميدانيين رسائل مفعمة بالتحدي والإصرار.
الفيديو الذي نشرته الكتائب تضمن مشاهد توثيقية لعدد من العمليات، أبرزها استهداف دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا في منطقة حارة الدقعة بقذيفة مضادة للدروع، إضافة إلى استهداف ناقلة جند في ساحة الخلفاء الراشدين، مما أدى إلى تدميرها بالكامل. كما أظهرت اللقطات عملية قنص دقيقة لأحد الجنود الإسرائيليين في شارع أبو العيش وسط جباليا، إلى جانب تفجير عبوة ناسفة في مجموعة من جنود الاحتلال.
رسائل ميدانية
في بداية الفيديو، ظهر أحد قادة كتائب القسام الميدانيين موجّهًا رسائل حادة لقوات الاحتلال، حيث شدد على التفريق بين اليهود الذين عاشوا مع المسلمين لآلاف السنين وبين من وصفهم بـ”المجرمين المحتلين”. وقال القائد الميداني:
“أنتم شرذمة من القتلة، آتون إلى حتفكم وقبوركم يا قتلة النساء والأطفال”.
وفي سياق آخر، أشار مقاتل آخر من الكتائب إلى أن القوات الإسرائيلية التي دفعت بألوية عسكرية كبيرة إلى شمال القطاع لم تحقق سوى قتل المدنيين وتدمير المباني السكنية. وأضاف المقاتل أن جنود الاحتلال لا يبعدون سوى 200 متر عن مواقع القسام في بعض المناطق، ما يعكس شراسة المواجهات هناك.
استهداف التحصينات
اختتمت كتائب القسام الفيديو بمشاهد توثق استهداف منزل كانت تتحصن فيه قوة إسرائيلية خاصة قرب منطقة جباليا البلد، حيث تم تدميره باستخدام قذيفة مضادة للتحصينات. وأظهرت اللقطات دقة العمليات التي تستند إلى تخطيط محكم وتنفيذ متقن، وهو ما يفسر الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاحتلال.
في مواجهة هذا التصعيد، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بصعوبة القتال في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا شمال القطاع، واصفًا إياه بـ”المعركة الضارية”. وفي الوقت ذاته، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن العملية البرية في شمال غزة التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد تستمر لأسابيع أخرى، نتيجة الخسائر المتزايدة في صفوف القوات الإسرائيلية.
منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر الماضي، دأبت كتائب القسام على نشر مقاطع توثق عملياتها ضد قوات الاحتلال، بما في ذلك تفجير الآليات العسكرية واستهدافها بقذائف مضادة للدروع. كما تبرز هذه المشاهد نجاح الكتائب في نصب كمائن دقيقة أوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الاحتلال.