في أعقاب سلسلة زلازل أقل قوة تجاوزت الثلاثين زلزالا على مدى الأسبوع الماضي، قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض اليوم السبت إن زلزالا بلغت شدته 5.8 درجة ضرب إثيوبيا اليوم السبت.
وذكرت الهيئة أن الزلزال وقع على بعد 142 كيلومترا شرقي العاصمة أديس أبابا وعلى عمق ضحل بلغ عشرة كيلومترات.
وتعرضت نفس المنطقة إلى زلزال بقوة 5.5 درجة أمس الجمعة.
فهل اقترب انهيار سد النهضة؟
يقول عصام حجي الباحث المتخصص في مراقبة البراكين والزلازل باستخدام تقنيات متقدمة، في تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الفريق العلمي الذي يعد أحد أعضائه، وصلته العديد من الأسئلة حول عِلاقة النشاط الزلزالي الحالي في أثيوبيا ومدى تأثيره على سد النهضة.
وأشار العالم المصري في وكالة ناسا للفضاء، إلى أن النشاط الزلزالي في أثيوبيا يتركز في منطقة الأخدود الأفريقي العظيم والذي يبعد أكثر من 560 كم من موقع سد النهضة وهو صدع جيولوجي نشط منذ أكثر من 25 مليون سنة، أي أن هذا النشاط الزلازلى ليس وليد اللحظة والمصحوب بالعديد من البراكين التي تنشط بين الحين والآخر بفترات متباعدة تتراوح بين عشرات إلى آلاف السنين.
وتابع: يسبق تلك البراكين نشاط زلزالي طبيعي مثلما يحدث اليوم في إثيوبيا والذي من الطبيعي أن يستمر في الفترة المقبلة وليس بسبب بحيرة السد كما يشاع إعلاميا.
وأشار إلى أنه لا شك أن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل لها تأثير كبير على المنشآت مثل السدود، لكن عند بنائها يتم الأخذ في الاعتبار الطبيعة الزلزالية لموقع البناء ويتم التصميم بمعايير دولية تحمي المنشآت من الهزات المتوقعة. كمثال، الزلازل المدمرة التي حدثت في تركيا والمغرب في العامين السابقين والتي لم تتسبب في انهيار للسدود القريبة منهم، ولذلك فإن احتمالية انهيار سد النهضة بسبب الزلازل الحالية ضعيفة.
وبحسب حجي، فإن الإعلام تناول موضوع انهيار سد النهضة بالتهويل مرارا وتكرارا دون وجود أدلة علمية كافية والتي تحتاج إلى دراسات معمقة، مشيرًا إلى أن هذه الأخبار تداعب مشاعر خاطئة للجموع التي تتخيل أن العدالة الإلهية لهذه القضية ستكون بانهيار السد وهو مفهوم خاطئ يزيد الطين بله.
وحذر من أن الخطر الحقيقي ليس انهيار السد، بل الدخول في حالة جفاف مثل الذي حدثت في ثمانينات دون الوصول لاتفاق لتشغيل تعاوني بين سد النهضة والسد العالي، لحماية مصر من شح المياه في تلك الفترة، مشيرًا إلى أن هذه هي نقطة النقاش الرئيسية التي تركز عليها المفاوضات والتى يجب ان تكون محل الاهتمام.
