في تحرك سريع ومكثف رفضًا للخطة الأميركية التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، شهدت مصر اليوم الجمعة، تظاهرات حاشدة بالقرب من معبر رفح الحدودي. وشارك المئات في الاحتجاجات تنديدًا بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقترح نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتواصل فيه جهود الاتحاد الأوروبي لدعم استئناف حركة العبور عبر معبر رفح، بالإضافة إلى استمرار عمليات تبادل الأسرى بموجب اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس.
التظاهرات التي اندلعت بالقرب من معبر رفح الحدودي، وهو منطقة عسكرية خاضعة لحراسة مشددة، أظهرت المئات من المحتجين الذين رفعوا الأعلام المصرية والفلسطينية، مرددين شعارات مثل “لا لتهجير الشعب الفلسطيني” و”لا لتصفية القضية الفلسطينية”. وقد تم تصوير الفيديوهات بواسطة قناة القاهرة الإخبارية، التي هي مقربة من الحكومة المصرية، أظهرت الحشود الغفيرة وهم يعبرون نحو المعبر.
وكانت بعض الأحزاب السياسية المصرية قد دعت إلى هذه الوقفات الاحتجاجية أمام المعبر للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض محاولات تهجيره أو المساس بحقوقه المشروعة. في الوقت نفسه، كان الرئيس الأمريكي ترامب قد اقترح الأسبوع الماضي خطة تهدف إلى “تطهير” قطاع غزة، تشمل نقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، بعد الدمار الذي ألحقته الحرب بالمنطقة.
فيما يخص الوضع عند معبر رفح، أعلن الاتحاد الأوروبي عن بدء تنفيذ مهمته الداعمة لإعادة فتح المعبر، بهدف تسهيل حركة العبور، خاصة للمرضى والمصابين الذين يحتاجون إلى علاج. وأكدت كايا كالاس، منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن البعثة ستدعم موظفي الحدود الفلسطينيين، مما سيسهم في تسهيل خروج الأفراد من غزة، بما في ذلك أولئك الذين يحتاجون إلى تلقي الرعاية الطبية. وأضافت أن البعثة تم نشرها بناءً على طلب من الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جانبها، أفادت الحكومة الإيطالية في بيان لها بأن المهمة انطلقت بناء على طلب كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع دعم كامل من مصر. وأوضحت أن الهدف الرئيسي هو تسهيل العبور اليومي للمرضى والجرحى، حيث من المتوقع أن يعبر نحو 300 شخص يوميًا.
وفي خبر متصل، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة عن استعدادها لإرسال أول دفعة من المرضى للعلاج في مصر، وذلك بعد عملية تبادل جديدة للأسرى بين إسرائيل وحماس. هذا ويترقب الجميع فتح معبر رفح يوم السبت المقبل بعد الانتهاء من صفقة تبادل الأسرى، حيث سيغادر القطاع نحو 100 مريض مع مرافقيهم لتلقي العلاج في مصر.
