Times of Egypt

المطارات المصرية.. استثمارات ضخمة وخطط لتحسين الجودة والخدمات

Mohamed Bosila
مطار القاهرة الدولي

مع تحول المطارات حول العالم إلى مراكز متعددة الوسائط تدمج بين النقل والخدمات التجارية، تسعى مصر إلى الاستفادة من هذه الديناميكية لتعزيز مكانتها في صناعة الطيران المدني. ورغم امتلاكها شبكة واسعة من المطارات الدولية وتخصيص استثمارات ضخمة لتطويرها، تواجه مصر تحديات تتعلق بجودة الخدمات وتنافسية شركاتها في التصنيفات العالمية.

أكدت دراسة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن الطيران المدني يعد صناعة عالمية ذات تأثير محوري في جذب الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية، كما أنه ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية. وأوضحت الدراسة أن مفهوم المطارات قد تجاوز وظيفتها التقليدية كمرافق للنقل الجوي للركاب والبضائع، لتصبح مراكز نقل متعددة الوسائط تضم أنشطة تجارية متنوعة. وهذا ما دفع العديد من الدول لتبني أفكار إبداعية في تصميم وإدارة المطارات، بهدف الحفاظ على ريادتها ضمن التصنيفات العالمية لشركات الطيران.

تطوير المطارات
أشارت الدراسة إلى أن مصر، رغم امتلاكها أكثر من 20 مطارًا دوليًا، قامت خلال السنوات الأخيرة بضخ استثمارات تجاوزت 145.8 مليار جنيه حتى يونيو 2023 لتطوير البنية التحتية للطيران المدني. وشملت هذه الجهود إنشاء مطارات جديدة مثل “العاصمة”، “سفنكس”، “برنيس”، “البردويل”، و”العلمين”، بالإضافة إلى تطوير مطارات قائمة مثل “الغردقة”، “شرم الشيخ”، “القاهرة”، و”الأقصر”.

ورغم هذه الاستثمارات، تعاني المطارات المصرية من مشكلات تتعلق بجودة الخدمات المقدمة، ما أدى إلى خسائر كبيرة لشركات الطيران المصرية، وخروج شركة “مصر للطيران” من قائمة أفضل 100 شركة عالمية في عام 2023، على الرغم من مرور نحو 90 عامًا على تأسيسها.

تحسين الأداء
وأوضحت الدراسة أن تحسين صناعة الطيران المدني في مصر يتطلب تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، الذي يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في إدارة وتشغيل مشروعات الطيران. وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة حكومية تهدف لتحسين تجربة المسافرين وزيادة إيرادات هذا القطاع الحيوي.

كما شددت الدراسة على أن إشراك القطاع الخاص في تشغيل وإدارة المطارات ليس جديدًا أو خاصًا بمصر؛ إذ تُدار العديد من المطارات العالمية الشهيرة ذات الجودة العالية بواسطة شركات خاصة، مما يثبت نجاح هذا النموذج في تعزيز كفاءة التشغيل وتحسين الخدمات.

مواجهة الشائعات
تعرضت هذه الخطوة لاتهامات ومزاعم من بعض الجهات المعادية التي ادعت أن إشراك القطاع الخاص في إدارة المطارات يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري. ولكن الحكومة المصرية نفت هذه الادعاءات، مؤكدة أن الطرح يتعلق بإدارة وتشغيل المطارات فقط، وليس بيع الأصول.

وأكدت الحكومة مرارًا أن الشراكة مع القطاع الخاص تهدف لتحسين الخدمات المقدمة للركاب وتعزيز إيرادات الدولة، مع الحفاظ الكامل على السيادة المصرية على أصولها.

وفقًا للدراسة، من المتوقع طرح إدارة وتشغيل 20 مطارًا مصريًا للقطاع الخاص خلال الفترة المقبلة، على أن تشمل المرحلة الأولى مطارات مثل “القاهرة الدولي”، “سفنكس”، “العلمين الجديدة”، “شرم الشيخ”، و”الغردقة”. وأبدت كبرى الشركات العالمية المتخصصة في إدارة المطارات اهتمامًا بالطرح المصري، ما يعكس فرصة لجذب استثمارات عالمية وتحقيق نقلة نوعية في صناعة الطيران المدني بمصر.

You said:

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *