Times of Egypt

المشهد في المنطقة

Mohamed Bosila
أمينة خيري  

أمينة خيري

ملحوظات على هامش المشهد في المنطقة: إسرائيل قالت – في بداية حربها على غزة، في أعقاب العملية التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر عام 2023، والتي انتهت بدكّ غزة دكّاً كاملاً شاملاً، وقتل نحو 50 ألفاً، وإصابة نحو 110 آلاف من أهلها – إن «أبرز أهداف الحرب هو القضاء على حركة حماس». ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار – الذي لا أظن شخصيّاً.. أنه سيتسمر في سريانه – قالت مصادر أمريكية، إن حماس جندت 15 ألف «مقاتل» منذ بدء الحرب!

الجماعات الدينية والحركات السياسية.. وتلك التي تمزج بينهما، تقوم على فكرة. والأفكار لا تموت. قد تندثر أو يخفت نجمها، لكنها تبقى، ولا تموت، سواء كانت الفكرة جيدة أو سيئة. وتزداد قدرة الفكرة على البقاء، والتحدي.. كلما كان معتنقوها بلا خيارات؛ بمعنى آخر، تحظى بعض الأفكار – ولاسيما الدينية والسياسية – بشعبية أكبر.. بين المظلومين والمحبطين والمقهورين، بغضّ النظر عن كفاءة الفكرة أو صلاحيتها.

مصادر.. في الكونجرس الأمريكي، قالت إن «المعلومات التي وصلتها تشير إلى تجنيد ما بين عشرة و15 ألف شخص في حماس منذ بدأت الحرب». هذا يؤكد أن الأفكار لا تموت.. بدكّ مَن يعتنقونها، أو أن حجة ما.. تتم صياغتها، لتبرير معاودة الدكّ. وفي كلتا الحالتين، هذا يعني أن فكرة حماس باقية، ويدعم البقاء استمرار الظلم والقهر.

ومن منطقتنا كذلك، تستعد عائلات الدواعش – المقيمة في مخيم الهول شمال شرقي سوريا – للعودة الطوعية إلى مناطق مختلفة في سوريا. 

مخيم الهول، وما أدراك ما مخيم الهول؟! 

هو كذلك قائم على فكرة، والأفكار لا تموت! 

ورغم أن غالبية سكان المخيم نساء وأطفال، فإن الفكر المعتنق.. هو الفكر الداعشي. أطفال المخيم خرجوا إلى الحياة.. في ظل داعش، لا يعرفون شيئاً غير داعش. وسواء شعرت أمهاتهم بشيء من الندم.. للانضمام إلى داعش. أو لم يشعرن، تٌرى.. حين يعود هؤلاء إلى مناطقهم التي قدموا منها، هل يتوقفون فجأة عن الدعشنة مثلاً؟!

الطريف – أو بالأحرى المُبكي – أنه حتى أشهر قليلة مضت، كانت التقارير والدراسات الأمنية الغربية.. تحذر من التهديد الأمني الذي تثيره «جهاديات» مخيم الهول. 

اليوم، لا أحد يسمع عن هذه المخاطر أو تلك التهديدات.

الأكثر طرافة، بالنسبة للدواعش من دول أجنبية (غير عربية).. أن دولهم ظلت تتجاهل قضية عودة رعاياها من الدواعش، ومن تلك الدول.. مَن حاول إسقاط جنسية بعضهم. في عام 2023، قال القائمون على مخيم الهول – التابعون لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) – إن المخيم يحتاج سنوات لتفكيكه. 

… اليوم، يعود سكانه السوريون فجأة من حيث قدموا! ومادمنا في سوريا – حيث الإدارة الجديدة لـ«جبهة تحرير الشام» – يبدو عنوان «تركيا وإسرائيل تواجهان بعضهما البعض على أرض سوريا»! 

أسئلة كثيرة تنتظر إجابات.. لا يعرفها إلا القليلون. 

ما مستقبل كل من الوجود التركي والإسرائيلي في سوريا، وآفاق العلاقة بين سوريا الجديدة وأمريكا؟، والمشاهد كثيرة.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *