Times of Egypt

الكتاتيب ودور الأزهر!

Mohamed Bosila
د. أسامة الغزالي حرب  

د. أسامة الغزالي حرب..
في صدر الصفحة الأولى من الأهرام.. في اليوم الأخير من عام 2024، وتحت مانشيت تشكيل الوعي الديني السليم، كتب الزميل شادي زلطة ما يلي:‬ «وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة، والاستمرار في برامج تدريبهم وتأهيلهم علمياً وثقافياً…. كما وجَّه بالدراسة الدقيقة، لمبادرة عودة الكتاتيب… إلخ». ‬
حسناً…
إنني – تجاوباً مع هذا التوجيه المهم من الرئيس – أتفق تماماً.. مع الحاجة الملحة لتحسين أحوال أئمة وخطباء ودعاة الأزهر؛ على نحو يتيح – من ناحية – ترقية مستواهم العلمي والثقافي، كما يؤدي – من ناحية أخرى – إلى رفع ملموس لدخولهم المادية، وتحسين ظروفهم المعيشية.. بما يتسق مع رسالتهم السامية؛ وهما أمران مهمان.. للحفاظ على مكانتهم في المجتمع المحلي، الذي يقيمون فيه.
أما مسألة عودة الكتاتيب، فأرجو إيلاءها قدراً وافراً من الدراسة (وبالمناسبة، فإن الكتاتيب – أي تلك المدارس الأولية – التي يتعلم فيها الأطفال القراءة والكتابة.. مع حفظ القرآن الكريم، كانت توازيها كتاتيب مسيحية.. ملحقة بكنائس القرى، يتعلم فيها الأطفال أيضاً القراءة والكتابة، مع حفظ بعض آيات الإنجيل، واللغة القبطية… إلخ. وإن كانت تسمح كذلك بتعليم الفتيات).
إن الكتاتيب، لا تُغني إطلاقاً عن الأولوية المطلقة.. لتطوير وتحديث التعليم المصري،والسير قدما.. في إنشاء المدارس الحديثة.إنني أعلم جيداً، أن هناك فئات اجتماعية عليا، تتلقى اليوم تعليماً متميزاً، حديثاً وراقياً؛ سواء في مدارس اللغات (باهظة المصروفات) أو في المدارس العربية الخاصة.. ذات التكاليف العالية أيضاً، لكن عيوننا يجب أن تتركز على التعليم العام الأميري-المدني، الذي تتلقاه الغالبية الساحقة من التلاميذ.
في هذا السياق العام، يكون من المهم الأخذ بتوجيه الرئيس، والتمهل الكامل، والدراسة الجادة المتأنية لعودة الكتاتيب؛ بما تنطوي عليه من ردة، وتكريس لطبقية التعليم، ذات الآثار الشديدة.. السلبية.. على النظام التعليمي في مصر.
نقلاً عن «الأهرام»

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.