Times of Egypt

القصة الكاملة لحرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان

Mohamed Bosila

في تطور مأساوي جديد يعكس حجم الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تعرض مستشفى كمال عدوان، أحد أكبر المستشفيات شمال القطاع، إلى الاقتحام والتدمير الكامل، مما تسبب في كارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف.

تفاصيل الاقتحام والتدمير
صرّح المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن قوات الاحتلال خدعت المنظمات الدولية عندما أوهمتها بإدخال مساعدات إنسانية إلى مستشفى كمال عدوان قبل اقتحامه. وأوضح البرش أن قوات الاحتلال قامت باعتقال مدير المستشفى بعد الاعتداء عليه بوحشية، حيث أُجبر على خلع ملابسه وتم استخدامه كدرع بشري من خلال إجباره على ارتداء زي المعتقلين.

وأضاف البرش، في تصريحاته لقناة “المملكة”، أن المستشفى شهد استشهاد عدد من الأشخاص حرقًا، بينهم كوادر طبية، أثناء محاولتهم إخماد النيران التي اندلعت في أقسامه. كما أشار إلى انقطاع الاتصال مع نحو 350 شخصًا كانوا داخل المستشفى، بينهم 170 من الكوادر الطبية.

أضرار جسيمة تطال القطاع الصحي
أكد البرش أن الاحتلال الإسرائيلي دمّر البنية التحتية لمستشفى كمال عدوان بالكامل، مما أدى إلى إخراج أكثر من 400 ألف نسمة من سكان شمال قطاع غزة من دائرة الخدمات الصحية. كما بيّن أن هناك أكثر من 25 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي، في وقت يعاني فيه القطاع من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وأشار البرش إلى أن الاحتلال يعمل على إخلاء المستشفى الإندونيسي، بعد تعرضه لدمار واسع النطاق وإخراج نحو 30 مريضًا منه بالقوة.

شهادة ميدانية
أوضح شهود عيان أن قوات الاحتلال أحرقت مستشفى كمال عدوان بالكامل، حيث أتت النيران على أقسام العمليات، والمختبر، والإسعاف والطوارئ. وأجبر الجيش الإسرائيلي المرضى والكوادر الطبية والطواقم الصحفية على إخلاء المستشفى تحت تهديد السلاح، كما أجبرهم على خلع ملابسهم في ظروف جوية قاسية قبل أن يتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

تطرق البرش إلى أن محافظة شمال غزة أصبحت خاوية على عروشها بعد استهداف المستشفيات والمرافق الحيوية. وقال إن القطاع الصحي في غزة يواجه انهيارًا كاملًا، مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي لا تميز بين منشآت طبية ومدنيين عُزّل.

كارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف
يعد مستشفى كمال عدوان المستشفى الوحيد الذي كان يعمل في شمال قطاع غزة، وكان يقدم خدماته الطبية العاجلة والحرجة لأكثر من 400 ألف شخص. ومع تدميره، تنضم محافظة الشمال إلى المناطق الأخرى التي تعاني نقصًا حادًا في الخدمات الطبية وسط حصار خانق وموجة نزوح كبيرة.

تطالب وزارة الصحة في غزة والمؤسسات الإنسانية الدولية بضرورة التدخل الفوري لوقف الاعتداءات على المنشآت الطبية وتأمين الحماية للكوادر الطبية والمرضى. ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي، تتفاقم معاناة سكان قطاع غزة الذين يواجهون أزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.