عبد القادر شهيب
نقابة الصحفيين – مثلها كأي نقابة مهنية أو عمالية – مهمتها الأساسية هي الدفاع عن مصالح أعضائها، وبالطبع تتنوع وتتعدد هذه المصالح.. طبقاً لعدد وتنوُّع الصحف، التي يعمل فيها الصحفيون؛ ما بين صحف قومية، وأخرى حزبية، وثالثة خاصة. وكذلك ما بين صحف ورقية، ومواقع إلكترونية. ولكن هناك مصالح مشتركة تجمع بين كل الصحفيين.. رغم اختلاف مشاربهم، وانتماءاتهم.. حتى السياسية.
وأهم هذه المصالح ثلاث أساسية؛ الأولى: المصالح الاقتصادية.. فإن الأغلب الأعم من الصحفيين يعانون من تدني الدخل، وبعد أن كانوا في موقع متقدم بالنسبة للدخول في المجتمع، صاروا في أدنى درجات سلم توزيع الدخل الآن؛ أي أن الغالبية العظمى منهم من أصحاب الدخول المحدودة الآن، وهم يجاهدون من أجل أن يظلوا مستورين..
أما من يحظون بدخول مرتفعة منهم، فإن عددهم ضئيل جداً، ومنهم من يعملون في القنوات الفضائية ومنهم من اضطر لجلب إعلانات للحصول على عمولتها، ومنهم – للأسف – من يتربح من تناوله الصحفي. لذلك على المرشحين جميعاً – الذين يخوضون انتخابات النقابة – أن يضعوا في اعتبارهم أن الهم الأول للصحفيين.. هو الهم الاقتصادي.
أما المصلحة المشتركة الثانية – التي تجمع بين كل الصحفيين – فهي المتعلقة بحريتهم في النشر الصحفي، وهي الحرية التي تقلصت مساحتها عن ذي قبل.. بسبب تدخلات من هم بعيدون عن المهنة، ولا يلمون بأصولها وفنونها المختلفة، رغم أنه من المفترض أن تزيد مساحة حرية النشر.. بعد أن خضنا حواراً وطنياً، أجمع المشاركون فيه على أهمية وضرورة ذلك..
فكلما زادت التحديات التي تواجهنا، نحتاج أكثر لمزيد من التماسك الوطني، وهذا التماسك يتحقق بمزيد من حرية الرأي. ولذلك يتعين أن تحتل تلك الحرية.. صدارة برامج المرشحين في انتخابات النقابة.
أما المصلحة المشتركة الثالثة – التي تجمع كل الصحفيين على اختلاف مشاربهم – فهي الارتقاء بالمهنة، التي تراجع مستوى المهنية فيها كثيراً – للأسف الشديد – عما مضى. وهذه مسؤولية أصيلة للنقابة، لا يصح التهاون فيها.
فإن المهني الحقيقي، هو القادر على ممارسة حرية التعبير.. بمسؤولية وطنية، والقادر على مراعاة مقتضيات الأمن الوطني. المهنية هي أساس مهم للارتقاء بصحافتنا، واستعادتها دورها الريادي.. ليس في مصر وحدها، إنما في محيطها العربي كله.
وإذا دارت المنافسة الانتخابية.. لتحقيق تلك المصالح المشتركة لكل الصحفيين، سوف تكون منافسة جيدة، وسنخرج جميعاً من هذه المنافسة.. رابحين نقابتنا وصحافتنا.
نقلاً عن «فيتو»
