شهدت منطقة جنوب لبنان توترًا متزايدًا مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي أودت بحياة مواطنين لبنانيين أثناء محاولتهم العودة إلى قراهم. وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة الاعتداءات الأخيرة ارتفعت إلى قتيلين و17 جريحًا، وذلك بعد يوم من مقتل 24 شخصًا، بينهم 6 نساء وجندي في الجيش اللبناني.
تبريرات إسرائيلية وإعادة انتشار
في بيان صادر اليوم الثلاثاء، برر الجيش الإسرائيلي انتشار قواته في جنوب لبنان بأنه يهدف إلى “تمكين الجيش اللبناني من الانتشار الفعّال وإبعاد حزب الله عن المنطقة”. وأكد الجيش أن العملية تتم تدريجيًا وقد تتأخر في بعض المناطق.
في السياق نفسه، وجه الجيش الإسرائيلي اتهامات لحزب الله، معتبرًا أنه “يضع مصالحه الضيقة فوق مصالح لبنان” ويسعى إلى تصعيد الموقف عبر خطاباته الإعلامية.
من جانبه، دعا بيني غانتس، الوزير السابق وزعيم حزب “معسكر الدولة”، إلى توسيع العمليات البرية والجوية في لبنان، متهمًا حزب الله بـ”انتهاك الاتفاق يوميًا”. وفي سياق متصل، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد لبنان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه “لا انسحاب إسرائيلي إذا لم ينسحب حزب الله وتظل أوكاره قائمة”.
انتشار لبناني ومواجهات حدودية
في المقابل، بدأ الجيش اللبناني تنفيذ انتشار في عدة بلدات حدودية، منها حولا وميس الجبل وعيترون ودير ميماس. وشهدت المنطقة تجمعات واسعة لمئات المواطنين عند مداخل نحو 10 بلدات جنوبية، حيث حاولت القوات الإسرائيلية منعهم من العودة إلى منازلهم بإطلاق النار لتفريقهم.
أعلنت الولايات المتحدة أن إسرائيل ولبنان وافقا على تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير المقبل، بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا المقررة في الاتفاق السابق. إلا أن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، رفض هذا التمديد، معتبرًا أن استمرار وجود القوات الإسرائيلية يعد “عدوانًا واحتلالًا”، وأكد أن المقاومة تحتفظ بحق الرد.
وفي ظل هذه التطورات، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إلى الضغط الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مشددًا على ضرورة تأمين انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في الجنوب.