Times of Egypt

الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية.. هل ينجو الرئيس يون من العزل؟

Mohamed Bosila

شهدت كوريا الجنوبية تصعيدًا غير مسبوق في الأزمة السياسية التي تمر بها، حيث دعا رئيس الحزب الحاكم، هان دونج هون، الرئيس يون سوك يول إلى “تعليق مهامه فورًا”، محذرًا من أن بقاءه في السلطة قد يعرض البلاد “لخطر كبير”. جاء ذلك في وقت حساس، حيث بدأت الأمور تتدهور في البلاد بعد إعلان الرئيس يون الأحكام العرفية يوم الثلاثاء، وهي خطوة أثارت ردود فعل غاضبة على الصعيدين المحلي والدولي.

تحرك مفاجئ يهدد استقرار البلاد
تسبب إعلان الرئيس يون عن فرض الأحكام العرفية بسبب ما وصفه بـ “التهديدات من قوى معادية للدولة” في صدمة كبيرة داخل كوريا الجنوبية. ومع ذلك، سرعان ما تبين أن هذه الخطوة لم تكن نتيجة تهديدات خارجية، بل كانت مدفوعة بمشاكل سياسية داخلية. وقد أدى ذلك إلى تصاعد التوترات في العاصمة سيول، حيث شهدت المدينة احتجاجات مستمرة مطالبة باستقالة الرئيس.

وبعد ساعات من إعلان الأحكام العرفية، تم إلغاؤها إثر تصويت 190 نائبًا ضدها، مما دفع الوضع إلى مزيد من التعقيد. وفي اجتماع طارئ للحزب الحاكم يوم الجمعة، أبدى هان دونج هون قلقه من أن تكرار مثل هذه التصرفات “المتطرفة” في حال بقاء الرئيس في منصبه قد يهدد أمن البلاد بشكل أكبر.

انقسام داخل الحزب الحاكم
تبدو التعليقات التي أدلى بها هان بمثابة تحول جذري عن موقفه السابق، حيث كان قد أعلن أن حزبه سيقف ضد اقتراح المعارضة بعزل الرئيس يون. في ذات الوقت، أصبح النائب تشو كيونج تاي أول عضو من الحزب الحاكم يعلن علنًا تأييده لعزل الرئيس، مؤكدًا أن القرار يعود للسياسيين في النهاية.

وبينما تواصل الاحتجاجات في الشوارع، أكد تقرير من صحيفة “تشوسون ديلي” أن أعضاء البرلمان من حزب قوة الشعب تلقوا آلاف الرسائل النصية من المواطنين يطالبونهم بالتصويت لصالح عزل الرئيس.

التحديات التي يواجهها الرئيس يون
الرئيس يون، الذي يعاني من انخفاض شعبية حاد وتهم فساد، يواجه معركة صعبة للحفاظ على منصبه وسط مجلس تشريعي يقوده المعارضون. ومع تزايد الضغوط من داخل حزبه، يبدو أن خيار إقالته أصبح أكثر واقعية من أي وقت مضى، خاصة في ظل تراجع قدرته على إدارة شؤون الدولة بشكل فعال.

وفي الوقت الذي يحتاج فيه اقتراح العزل إلى 200 صوت لإقراره، أظهرت التقارير أن المعارضة تملك 192 مقعدًا، مما يعني أنها بحاجة إلى دعم ثمانية نواب من الحزب الحاكم لتحقيق هذا الهدف. هذه الديناميكية السياسية تجعل من عملية الإقالة أمرًا معقدًا، لكن الاحتجاجات الشعبية وتزايد الضغوط على النواب قد تسهم في تسريع اتخاذ القرار.

إن الوضع في كوريا الجنوبية يمر بمرحلة فاصلة، إذ تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت التحركات السياسية ستؤدي إلى تغيير جذري في قيادة البلاد أم ستظل الأوضاع على حالها.

شارك هذه المقالة
اترك تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.