تفاقمت التوترات الحدودية بين باكستان وأفغانستان بعد تصاعد الاشتباكات المسلحة بين القوات الباكستانية وعناصر حركة طالبان الأفغانية. وأسفرت المواجهات الأخيرة عن مقتل جندي باكستاني وإصابة سبعة آخرين، وفقًا لمصدر أمني باكستاني.
اندلعت الاشتباكات ليل الجمعة في مواقع حدودية بين ولاية خيبر باختونخوا الباكستانية ومنطقة خوست الأفغانية. واستُخدم في المواجهات السلاح الثقيل، مما أجبر السكان المحليين في ولاية خوست على مغادرة منازلهم، بحسب مسؤول أفغاني، دون الإبلاغ عن خسائر بشرية في الجانب الأفغاني.
تأتي هذه الأحداث بعد أيام من ضربات جوية باكستانية في شرق أفغانستان، أودت بحياة 46 شخصًا، معظمهم مدنيون، وفقًا للسلطات الأفغانية. ورغم عدم تأكيد إسلام أباد لهذه الغارات، فقد أشارت إلى تنفيذ عمليات في المناطق الحدودية لحماية مواطنيها من “المجموعات الإرهابية”.
وفي مدينة خوست، خرج مئات الأفغان للتظاهر ضد هذه الهجمات. وعبّر المتظاهرون عن غضبهم، مطالبين المجتمع الدولي بمحاسبة الجيش الباكستاني على “الهجمات القاسية والعبثية”، على حد وصفهم.
أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن قوات تابعة لحركة طالبان استهدفت “عدة نقاط” داخل باكستان في رد على الغارات الجوية الأخيرة. ولم تذكر الوزارة باكستان بالاسم، لكنها أشارت إلى تنفيذ الضربات “وراء الخط الافتراضي” الذي تستخدمه السلطات الأفغانية للإشارة إلى الحدود المتنازع عليها.
من جهته، أشار رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى أن حكومته أبلغت كابل بأن أنشطة حركة طالبان الباكستانية انطلاقًا من الأراضي الأفغانية تشكل “خطًا أحمر”، ودعا إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوقف الهجمات التي تستهدف الأبرياء داخل باكستان.
يعكس تصاعد التوترات الجدل المستمر حول خط ديورند، الحدود التي رسمها الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر وتعتبرها أفغانستان غير شرعية. ويمثل الخط محور نزاع طويل الأمد بين البلدين، إذ ترفض كابل الاعتراف به كحدود دولية، مما يؤدي إلى صدامات متكررة في المنطقة القبلية.
تتهم باكستان حركة طالبان الأفغانية بدعم حوالي 6500 مقاتل من طالبان الباكستانية المتمركزين في أفغانستان. وتشير تقارير إلى أن هؤلاء المقاتلين يتلقون دعمًا عسكريًا ولوجستيًا من حركة طالبان الأفغانية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني على الحدود.