عبدالقادر شهيب
لا أستسيغ التهوين من انزعاج كثيرين من افتتاح مطعم غير مصري.. باهظ الثمن بشكل صارخ جداً. صحيح لا أحد يُجبر أحداً على ارتياد المطاعم الغالية، وصحيح أيضاً أن هناك مطاعم أسعارها مناسبة، وفي متناول فئات اجتماعية لا تُصنَّف من الأغنياء، بل تُعد من الطبقة المتوسطة. ولكن الصحيح أيضاً – في ذات الوقت – أن وجود مطاعم وكافيهات أسعارها مرتفعة جداً، يُعد استفزازاً اجتماعياً مثيراً للقلق!
فإن المجتمعات التي تحرص على أن يتوفر لها قدر من التماسك، تحاول أن تقلل التفاوت الطبقي لديها.. حتى لا يكون صارخاً ومهدداً لاستقرارها.
ومجتمعنا الآن، أحوج ما يكون للتماسك، ليس فقط لأنه يواجه تحديات عديدة ومتنوعةَ – منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي – وإنما لأن الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، يتعرضون لضغوط معيشية كبيرة وضخمة.. بسبب الغلاء الذي داهمنا منذ عامين، وما زال شديداً حتى الآن..
فمعدل التضخم لدينا يتجاوز 26 في المئة الآن.. طبقاً لآخر تقديرات جهاز التعبئة والإحصاء. وفي مثل هذه الظروف القاسية، يحتاج الأمر لقدر من الحكمة الاجتماعية والسياسية، وتجنب استفزاز غير القادرين في المجتمع.
إذن العيب ليس على المطعم الجديد.. باهظ الثمن، أو على من يرتادونه، وإنما على من وافق على افتتاحه الآن، وفي مثل ظروفنا الاقتصادية.
نقلاً عن «فيتو«