تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية الواسعة في مدينة جنين ومخيمها لليوم الثامن على التوالي، تحت مسمى “عملية السور الحديدي”. أسفرت العملية عن مقتل 16 فلسطينياً وعشرات الإصابات، إضافة إلى اعتقال العشرات وتدمير البنية التحتية للمخيم.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الجيش الإسرائيلي أجبر عائلات في مخيم طولكرم على إخلاء منازلها تحت تهديد السلاح، وقام بتحويل عدد من البنايات في منطقتي الشهداء والحمام إلى ثكنات عسكرية. كما دمرت الجرافات الإسرائيلية منازل ومحال تجارية وأحرقت منزل عائلة شاهين في حارة الوكالة.
في جنين، شهد المخيم تدمير 100 منزل بالكامل، فيما قُسم إلى أربعة أجزاء، ما يعكس سياسة ممنهجة للتدمير والتطويق. وأشارت مصادر محلية إلى منع السكان من تفقد منازلهم واحتجازهم، وسط استمرار المواجهات العنيفة.
قال نادي الأسير الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 25 فلسطينياً في عمليات متفرقة شملت مدن طولكرم، نابلس، رام الله، القدس، وبيت لحم. ووصفت الاعتقالات بأنها “عقاب جماعي”، ضمن سياسة ممنهجة لتدمير المنازل والبنية التحتية.
شهدت مدينة جنين والمخيم تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمُسير، ما أثار قلقاً بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية. وأفادت مديرية صحة جنين بأن الخدمات الصحية تستمر رغم الاقتحامات المتواصلة.
أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن “عملية السور الحديدي” تهدف إلى تغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية والقضاء على “البنية التحتية للإرهاب”. وأكد أن العملية تسعى لمنع تكرار المواجهات في جنين بعد انتهائها، معتبراً أنها درس مستفاد من أساليب المداهمات المتكررة في غزة.
يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة علنية اليوم لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في جنين. تأتي هذه الجلسة بعد عدة اجتماعات سابقة تناولت القضية الفلسطينية، وسط دعوات دولية لوقف العنف وحماية المدنيين.