أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية، حملت اسم “السور الحديدي”، في خطوة تهدف إلى “القضاء على الإرهاب”، وفق تعبيره. وتأتي العملية في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، وسط تنديد فلسطيني وقلق دولي بشأن تداعيات التصعيد.
تفاصيل العملية العسكرية
في بيان صدر عن مكتب نتنياهو، أوضح أن العملية تُنفَّذ بتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها خطوة لتعزيز الأمن في الضفة الغربية. وأضاف: “نحن نتحرك بحزم ضد المحور الإيراني وأذرعه الممتدة في غزة ولبنان وسوريا واليمن، وصولاً إلى الضفة الغربية”.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد بدوره أن العملية تهدف إلى حماية المستوطنات، مشدداً على أنها “قوية ومتواصلة”، فيما وصفها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأنها تحول استراتيجي في العقيدة الأمنية الإسرائيلية بالضفة الغربية.
ردود فعل فلسطينية ودعوات للتصعيد
على الجانب الفلسطيني، أعلنت وزارة الصحة في جنين عن مقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة أكثر من 35 آخرين بجروح متفاوتة جراء القصف الإسرائيلي المكثف. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الجيش الإسرائيلي يحاصر مخيم جنين بشكل كامل، مع انتشار القناصة على الأسطح واستهداف أي حركة داخل المخيم.
حركة حماس دعت في بيان لها إلى “النفير العام” في الضفة الغربية، مطالبة بتصعيد المواجهات مع القوات الإسرائيلية وإفشال “العدوان الصهيوني”، على حد وصفها. كما استنكرت انسحاب أجهزة السلطة الفلسطينية من محيط المخيم بالتزامن مع العملية العسكرية.
في سياق موازٍ، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية، حيث هاجم عشرات المستوطنين قريتي جينصافوط والفندق شرق قلقيلية، ما أسفر عن إصابة 21 فلسطينياً وإحراق مركبات ومنشآت.
ورغم دعوات التهدئة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تفريق “مثيري شغب” في المنطقة، فيما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي بمحاكمة المتورطين في الهجمات على الممتلكات الفلسطينية.
أهداف العملية ودلالاتها
يرى محللون أن عملية “السور الحديدي” تعكس رغبة إسرائيل في فرض معادلة أمنية جديدة في الضفة الغربية، خاصة في مدينة جنين التي أصبحت رمزاً للمقاومة الفلسطينية المسلحة. ووفقاً لتقارير إسرائيلية، تهدف العملية إلى ضرب البنية التحتية للمقاومة في جنين، باستخدام أساليب جديدة تشمل تعزيز الهجمات الجوية وفرض طوق أمني مشدد على المخيم.
في المقابل، يعتبر الفلسطينيون أن هذه العملية جزء من استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى تقويض أي جهود لتعزيز صمودهم في وجه الاحتلال، مشيرين إلى أنها تأتي في وقت حساس يشهد فيه الداخل الإسرائيلي أزمات سياسية متفاقمة.
أثار التصعيد في جنين مخاوف دولية بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في الضفة الغربية. ودعت عدة دول ومنظمات دولية إلى ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد، مع التأكيد على ضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.