إن إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لوزير الدفاع يوآف غالانت تسلط الضوء على التحولات الجارية في قيادة إسرائيل في زمن الحرب في مواجهة تهديدات متعددة. لقد تعارضت أولويات غالانت الاستراتيجية، بما في ذلك صفقة الرهائن وسياسات صياغة أوسع نطاقا، مع أهداف نتنياهو، مما أدى إلى إقالته. ومع تكثيف إسرائيل لعملياتها ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، تنشأ ديناميكية جديدة مع التحول السياسي في الولايات المتحدة بعد فوز ترامب في الانتخابات.
قبل ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة في الخامس من نوفمبر، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير دفاعه يوآف غالانت بإقالته من الحكومة.
وكان غالانت قد أصبح وجهاً معروفاً طيلة الحرب على حماس؛ ففي أعقاب هجوم الحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، زار جنوده في الميدان، وأمسك بحزم، زمام العمليات العسكرية.
وفيما قال نتنياهو إنه طرد غالانت لأن الثقة بينهما تآكلت، يقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إن الرجلين لديهما أولويات مختلفة فيما يتعلق بالمجهود الحربي ورؤى مختلفة للاستراتيجية الإسرائيلية؛ فغالانت فضل صفقة الرهائن ودفع بخطة اليوم التالي لغزة. كما أراد تجنيد الحريديم، الذين يتمتعون تاريخيًا بإعفاء من الجيش في إسرائيل، مما وضعه على خلاف مع أعضاء آخرين في حكومة نتنياهو الائتلافية.
ماذا بعد؟
ومع رحيل غالانت، سيحدث تغيير في المشهد السياسي في إسرائيل؛ لأن وزير الدفاع جلب معه عقودًا عديدة من الخبرة كجندي وضابط إلى المنصب. ومن المرجح أن يحل محله سياسي وليس جنرال سابق، مما يضع جهود الحرب في أيدي نتنياهو.
وخلال الأشهر الأولى من الحرب في غزة، كان لدى إسرائيل مجلس حرب يضم جنرالين سابقين (بيني غانتس وغادي آيزنكوت)، واللذين غادرا مجلس الحرب في يونيو .
ويأتي قرار نتنياهو في الوقت الذي يحتفل فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات، ما يعني أن الفترة من نوفمبر إلى يناير ستكون فرصة سانحة لإسرائيل في عملياتها. وعلى نحو مماثل، قد يكون هناك مجال للضوء من إدارة بايدن وهي تنتقل إلى عصر البطة العرجاء.
مخاطر
إلا أن هناك الكثير من المخاطر في الشرق الأوسط؛ فإيران تهدد بشن المزيد من الهجمات المباشرة على إسرائيل، ولدى حزب الله زعيم جديد يدعى نعيم قاسم، الذي تحدث عن الانتخابات الأمريكية، مدعيًا أنها لن تغير حرب حزب الله على إسرائيل.
وبدأت تل أبيب عملية برية ضد حزب الله في أكتوبر، فيما أطلق حزب الله صواريخ على وسط إسرائيل في 6 نوفمبر، كما لو كان يريد إظهار أن الانتخابات الأمريكية لن تردع هجماته.
ومع ذلك، ستراقب المنطقة تصريحات ترامب عن كثب، ومن المرجح أن تؤثر على المرحلة التالية من الحرب، وخاصة وأن قادة بالمنطقة سارعوا إلى الاتصال بالرئيس المنتخب.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستكون على جبهتين، الأولى في غزة، حيث عملية تشنها حاليا في جباليا. وجباليا حي كبير يقع شمال وشمال شرق مدينة غزة حيث تحتفظ حماس بوجودها.
أما الجبهة الثانية، فهي لبنان، حيث نشرت أربع فرق، وقد أمضت أكثر من شهر في قتال حزب الله في سلسلة من القرى الحدودية على بعد أقل من ميل أو اثنين من الحدود الإسرائيلية، في عملية كانت بطيئة، بسبب القتال المستعر مع الجماعة اللبنانية.
وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن إسرائيل ستحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية إدارة حرب متعددة الجبهات خلال الأشهر المقبلة مع استعداد الإدارة الأمريكية الجديدة لتولي السلطة، ما يعني النظر في المرحلة التالية من العمليات في غزة ولبنان. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن والمليشيات في العراق يهددون إسرائيل، فضلا عن توعد طهران بشن المزيد من الهجمات المباشرة، التي قد تردعها عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
من ناحية أخرى، قد يرى الإيرانيون أن لديهم الآن فرصة قصيرة لتوجيه ضربة أقوى لإسرائيل قبل أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية.