بين انسحاب إسرائيلي متعثر وتصاعد الاعتداءات على المدنيين، يعيش جنوب لبنان حالة من التوتر والانتظار. فعلى الرغم من انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال الانتهاكات مستمرة، ما دفع الجيش اللبناني إلى إصدار بيان يحذر فيه من مخاطر التصعيد ويدعو المواطنين لضبط النفس.
وقال الجيش اللبناني في بيانه الأول عقب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، والتي انتهت رسميًا اليوم الأحد وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر الماضي، إن وحدات الجيش تواكب عودة المواطنين إلى بلداتهم الحدودية مثل عيتا الشعب، بنت جبيل، دير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة، ومرجعيون، في ظل استمرار إسرائيل بخرق سيادة لبنان واعتداءاتها التي أوقعت شهداء وجرحى بين المدنيين.
وأشار الجيش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي رفض الالتزام ببنود الاتفاق التي تلزمه بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، محملًا إياه مسؤولية التصعيد. وجددت قيادة الجيش دعوتها للمواطنين بضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظًا على سلامتهم في ظل الظروف الراهنة.
في سياق متصل، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين، الذين حاولوا العودة إلى بلداتهم المحتلة، أسفرت عن سقوط شهيد في بلدة عيترون وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة. كما وقعت إصابات في مناطق أخرى: ثلاثة جرحى في بلدة العديسة، جريح في بلدة رب ثلاثين، وشهيد آخر وعشرة جرحى في بلدة حولا.
من جانبه، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رسالة باللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالب فيها سكان جنوب لبنان بعدم العودة إلى قراهم حتى إشعار آخر. ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، شملت الرسالة تحديدًا واضحًا لـ60 قرية محظور العودة إليها حاليًا.
أوضح الجيش اللبناني في بيان صدر يوم السبت أن تأخر انسحاب القوات الإسرائيلية أعاق قدرته على الانتشار الكامل في الجنوب، كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد البيان: “حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة مماطلة العدو الإسرائيلي في الانسحاب، مما يعقد مهمة انتشار الجيش”.
ورغم ذلك، شدد الجيش على جاهزيته لإكمال عملية الانتشار فور انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المحتلة.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر نص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بحلول اليوم الأحد. إلا أن مماطلة الاحتلال في الالتزام بالجدول الزمني للانسحاب، وتصاعد الاعتداءات، يضع المنطقة أمام تحديات أمنية وإنسانية جديدة تهدد بعودة التوتر إلى الحدود الجنوبية للبنان.