وسط أجواء الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا، تتزايد وتيرة الهجمات المتبادلة، حيث أعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم الاثنين، عن نجاحه في إسقاط 47 طائرة مسيرة من أصل 72 أطلقتها روسيا في أنحاء البلاد. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات وتحذيرات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على الهجمات الأوكرانية، مما يعكس حجم المخاطر المتزايدة في هذا الصراع المحتدم.
وأوضح الدفاع الجوي الأوكراني أن الهجمات الروسية الأخيرة جاءت في وقت متأخر من مساء الأحد، حيث استهدفت موجة جديدة من المسيرات القتالية مناطق متعددة في أوكرانيا، وبدت كأنها رد مباشر على ضربة كييف التي طالت مدينة قازان الروسية.
استراتيجيات متطورة في الحرب الجوية
أشار البيان إلى أن الطائرات المسيرة الروسية استخدمت تكتيكات تغيير مسارها بشكل مستمر لإرباك أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، وهي إستراتيجية متبعة لزيادة الضغط على أوكرانيا. وأكدت مصادر عسكرية أوكرانية أن موسكو تُواصل إنهاك الدفاعات الأوكرانية بهجمات مستمرة باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، وتستهدف العديد من هذه الهجمات البنية التحتية للطاقة، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لإمدادات الطاقة في البلاد.
تهديدات بوتين وتحذيرات بالتصعيد
وفيما تزداد حدة التوتر، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الرد بقوة على أي هجمات تطال روسيا، قائلاً في مؤتمر عبر الفيديو نُقل على التلفزيون الروسي: “كل من يحاول تدمير شيء في بلادنا، سيواجه دمارًا مضاعفًا على أراضيه وسيندم على أفعاله”. وصرح بوتين بأن خصوم روسيا لديهم خيار تصعيد الوضع، لكنه أكد استعداد موسكو للرد على كافة التحديات.
وردا على سؤال حول احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة، أضاف بوتين أن العالم لا يجب أن يُرهب بتلك الفكرة، إلا أنه أقر بوجود “مخاطر عديدة ومتزايدة”.
هجمات على مدينة قازان
وفي وقت سابق، قصفت ست طائرات مسيرة أوكرانية، صباح السبت، مباني سكنية في مدينة قازان الروسية، التي تقع على مسافة تزيد عن ألف كيلومتر من الحدود الأوكرانية. وأفادت تقارير إعلامية بأن الهجوم تسبب في تحطم زجاج النوافذ وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، بينما لم تُسجل أي إصابات خطيرة وفقًا للتقارير الرسمية.