كشفت تقارير صحفية عن تعاون استخباراتي غير مسبوق بين الولايات المتحدة وهيئة تحرير الشام، أدى إلى إحباط مخطط لتنظيم داعش استهدف مقام السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق.
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، جرى تبادل المعلومات الحساسة خلال لقاءات مباشرة بين مسؤولين استخباريين أميركيين وممثلين عن هيئة تحرير الشام، بعيدًا عن وسطاء خارجيين. كما تم نقل معلومات إضافية في لقاءات عقدت داخل سوريا ودولة أخرى لم تُكشف هويتها.
تفاصيل العملية الاستخباراتية
بدأت هذه الاتصالات بعد استلام هيئة تحرير الشام السلطة في سوريا، بقيادة أحمد الشرع، عقب مغادرة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى موسكو في ديسمبر الماضي. وبعد نحو شهر، أعلنت الحكومة السورية الجديدة عن إحباطها مخططًا لتنظيم داعش كان يستهدف تفجير قنبلة في مقام السيدة زينب.
مصادر استخبارية أميركية أكدت أن التحذيرات التي قدمتها وكالات التجسس الأميركية كانت حاسمة في إحباط المخطط. يأتي ذلك ضمن سياسة تُعرف بـ”واجب التحذير”، التي تلزم الاستخبارات الأميركية بتنبيه الأطراف المستهدفة بأي تهديد وشيك، سواء كانوا أميركيين أو أجانب.
رغم تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، دفع التهديد المشترك الذي يمثله تنظيم داعش الولايات المتحدة إلى الانخراط في هذا التعاون. وأوضح مسؤول أميركي سابق أن التعاون جاء ضمن جهود لتعزيز العلاقة مع القيادة الجديدة في سوريا، ولكنه لا يعكس دعمًا كاملًا أو تغييرًا جوهريًا في السياسة الأميركية تجاه الهيئة.
وأضاف المسؤول: “في بعض الحالات، يتطلب واجبنا الإنساني التحذير، حتى مع الأطراف التي قد لا تتفق مصالحنا معها بالكامل”.
واشنطن وتحذيرات سابقة
ليست هذه المرة الأولى التي تتشارك فيها الولايات المتحدة معلومات استخبارية لإحباط مخططات إرهابية. ففي العام الماضي، حذرت واشنطن كلًا من روسيا وإيران من مخططات لتنظيم داعش استهدفت حفلات موسيقية في موسكو ومراسم ذكرى الجنرال الإيراني قاسم سليماني. لكن هذه التحذيرات لم تُلقَ استجابة كافية، مما أسفر عن وقوع ضحايا بين المدنيين.
يشير مراقبون إلى أن عودة نشاط تنظيم داعش يشكل تحديًا متزايدًا للقيادة السورية الجديدة، التي تواجه صعوبات في تثبيت سلطتها. التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وهيئة تحرير الشام يعكس القلق المتصاعد من احتمال توسع نشاط التنظيم في المنطقة.